منتديات هيبة ملك منبع إبداع لاينضب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قرأت مقال اليوم في صحيقة " سبق "
يتحدث عن " بائعين الورد " عند إشارات المرور
وكان عنوان المقال " ورود حمراء فقدت جمالها
ورائحتها عند إشارات شوارع الرياض " ..

http://smooal-7oob.net//get-4-2012-41gn52qo.JPG

وبقدر ما كنت أسمع أن عالم الصحافة
عبارة عن كلمات متراصة منمقة تملئ الصفحات
وعالم يحوي الكذب والدجل والضحك على الذقون
تأكدت الان وبنسبة كبيرة من هذه المعلومة ..

ففي هذا المقال يحدثنا الكاتب عن هؤلاء الباعة
بأن وجوههم فيها " الخوف والفزع والخداع "
ربما أتفق معه من حيث الخوف والفزع
لأنهم مخالفين لأنظمة الدولة ولكن أريد أن أسأل
كيف عرف أنهم .. مخادعون .. ؟ أشقق عن قلوبهم .. ؟

ويواصل الكاتب أضحاكي بقوله
" أن في شرق الرياض تباع الوردة بـ ريالان
وفي جنوبه بـ خمسة ريالات ويتسأل
لماذا هذا الاختلاف "
يعني الحين جت على الورد !!!

ولحظو معي هنا وصف الكاتب للورد الذي يباع ..
حين يقول " بدأت رحلة الوردة الحمراء المغلوب على أمرها
من مشتل صغير في شرق الرياض حيث ترعرعت هناك بين بقية الزهور
والورود الأخرى بمختلف ألوانها وأطيافها وحينما اشتد عودها قُطفت
ومن ثم شُذّبت ووُضعت في إناء عميق فيه قليل من الماء الملوث لتبدأ رحلة المعاناة
لتلك الوردة الحمراء وُضعت على رف في مدخل المشتل مع بقية المغدور بها من الورود
وذُيلت باقتها بورقة صغيرة تحمل عبارة "بريال ونصف" وبقيت على ذلك الرف أياماً عدة
وهي تترقب يداً حنونة وقلباً عطوفاً يأتي لينتشلها من تعاستها ويغيّر مجرى حياتها الكئيبة
بوضعها بين يدي "حواء الجميلة"، التي بدورها تضمها وتشتم رائحتها الزهية ..

ياااااااااااااه ياااااااااااااه تصدقون كادت عيناي
أن تغرق في بحر من الدموع من شدة معاناة
" الورد " مع هؤلاء الباعة ..
تقطع قلب الكاتب على الورد ولم يتقطع قلبه
على بشر مثله يقفون منذ الصباح ووقت الظهيرة
في الشمس الحارة ليكسبو رزقاً حلال لأسرهم ..

أعلم بأنهم مخالفون للنظام ولكن نتحدث الان
عن الحالة أليس بيعهم للورد خيراً من بيعهم
للمخدرات والتفرغ للسرقة والعبث بالأمن
أليس قبل كل ذلك هم مسلمين ولهم علينا حق ..

بعض الأخبار ماهي إلا مواد لملئ الورق
بالكلمات المتراصة والملفتة
ولو كان ذلك على حساب الكلمة الطيبة
ليتهم يعلمون أن القلم أمانة وسوف يحاسبون
على كل كلمة قالتها أقلامهم ..

قال تعالى { هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ }

ختاماً :
الحمد لله الذي خص نفسه بالرزق عن غيره
ولم يجعل الرزق بين أيادي البشر
وكما يقال الرازق في السماء والحاسد في الأرض ..