يامالكاً قلبي

يامالكـاً قلبـي لقـد أنهكـتـه وأراك طاب لك العذاب فزدتـه
ألأنه كان الخلـي مـن الهـوى لـولاك أنـت سلبتـه وحللتـه
ورشقته بسهام لحظـك فانثنـى مستسلماً أنسيت كيـف أسرتـه
أنسيت حين أتاك صبـاً مغرمـاً أنسيت يومـاً بالـوداد غمرتـه
ومنحته من حسنك الأخـاذ مـا أغناه عن حسن الورى فملكتـه
وسقيته من سحر لفظك خمـرةً لم يصح منهـا طالمـا أثملتـه
أنسيت لما كـاد كفـي يحتـوي كشحاً هضيماً منك كيف كففتـه
أو كنت تقصد ما صنعت تمنعـاً أم كنت ترغب غير ما أظهرتـه
هذا الذي أسطعت تصريحاً بـه كـي ترفقـن بعاشـقٍ أشقيتـه
تالله ما أقسى الفراق على الفتى هل مثل ماعانيت منـه وجدتـه
مازلت أذكر عندمـا ودعتنـي والدمع من عينيك يـوم ذرفتـه
لم تقو ساعتها الكلام وناب عـن بـث المشاعـر إثمـداً سيلتـه
شفتاك ترتعشـان تتلـو شهقـة حرى وباتت في جوىً أججتـه
مازال قدح زناد بعدك حاضـراً ماغـاب متقـداً كمـا أشعلتـه
من حيث مايممت طيفك عالـقٌ بشغـاف قلـبـي مثلماعلقـتـه
فاليوم شوقـي يرتجيـك بلهفـةٍ ويفوق شوق الأمس حيث عهدته
اليوم أوردني البعاد إلى الـردى المـوت أشهـده وأنـت أمنتـه
هل لي بوصلٍ منك تحييني بـه وتنال أجر حيـاة مـن أحييتـه
فكأنما أحييت كـل النـاس لـو أنقذت فـرداً واحـداً ورحمتـه
كالغيث يحيي الأرض كانت ميتة فأعـاد بهجتهـا أمـا أبصرتـه


علي الحسني