لحظات يستطيع بها الانسان ان يجحد قلوب احبته , ان يقسى عليهم , ان يقتل الذكريات الجميله , ان يخون ويغدر , يكذب ويخطأ ويفعل كل افئات الحياة , كل هذا يحصل ونسمعه من الجميع لانه وارد ., لكن مالا نتقبله هو ان تظل صامتً وانت ترى امك تهان وتذل ولاتحرك ساكنآ اي انك تنازلت عن إنسانيتك بكل ماتجده هذه الكلمه من معنى .,
بداية لااعلم كيف سـ ابدء مصيبة تلك القلوب الخاويه ولاحتى إهانتها ., يؤلمني بشده حال الامهات ووضعهم الذي يرثى له , وحال ابنائهم وبناتهم المخزي ,
قبل ثلاثة ايام كنت غارقه في القراءه لـ احد الكتاب المفضلين لدي , لم يقطع ذلك التعمق إلا صراخ يصدر من الخارج, فتحت نافذتي لـ أرى ماذا هناك ؟؟ وتمنيت إلا ارى هذا الموقف الشنيع .,كان لـ صوت إمرأه مسنه تأتي لزيارة ابنتها بين فترة واخرى , زوج ابنتها رجل فاشل وذوا اخلاق سيئه وللآسف انهُ أباً لـ اربعة اطفال , كنت اسمعه بإنهٌ يملك الكثير من السلبيات ويتقن كل السيئات بجداره, لكن مالا اعلمهٌ جيدآ بإنه قد تجرد من انسايته وتحول الى جسد فارغ تمامآ, اخذ يشتم وكأنه بهيمةً لايعرف الحديث إلا بصراخ الممل , فقد حمل حقيبتها وإلقى بها في سلة المهملات إكرمكم الله , ولم يكتفي بذلك بل رفع صوتهِ بشده وقال: (اخرجي من منزلي ولاتعودي الى هنا مرة اخرى) واغلق الباب وتركها خارجآ
ثم رفعت بصري لـ أرى ابنتها تنظر من نافذتها وهي لاتحرك ساكنآ !! هذا المنظر جعل قلبي ينزف إلمآ ,’ اين التسعة شهور؟؟ أين خوفها وسهرها ليالآ وسنوات ؟؟ أين الغيره على امرإه ربتكِ واكلتكِ وحملتكِ بكلتا يديها ؟؟ أين قوتك حين تنظرين لـ أمك وهي ملقاة خارجآ لاعون لها ولا سند؟؟ أين خجلك عندما تنظرين لـ امك تحيطها أعين البشر شفقه وترمقها حسرةً على سنواتها التي قضتها في رعايتك ؟؟ اقسم بالله انني شعرت بالعار لانها تملك جنس الآناث , وبالخجل لانها عارآ على كل النساء . كيف ترى الذل والهون يسكن ملامح والدتها وتغلق الستار وكأن شيئآ لم يكن ؟؟
ادخلها أخي الى منزلنا وستقبلتها والدتي رأيت عينيها غارقتان بدموع وبحة صوتها المكتوم بالبكاء ., ثم نطقت قائله : ( أنني خائفه على ابنتي كثيرآ ) هنا الوجع بـ أم عينه .,!! وخالقي عندما نطقت هذه العباره ., تمنيت صفعها ,تمنيت الصراخ في وجهها ,تمنيت ان افعل وافعل لـ عسى ولعلى ان يخمد بركاني الثائر فـ لم احتمل ونطقت قائله : (اذا قدر الله ورزقني ابنه كـ ابنتك حاش الله اولآ لـ نحرتها , لاتستحق دمعه من عينيك ولاتستحق ان يخاف عليها فـ لم الان تفكرين بحالها ؟) إعلم جيدآ ان تصرفي خاطىء , قد اوجعتها وزدتها حسرةً على حسره فـ الآم رحيمه حتى وان اساء لها ابنائها فـ ليسامحني الله فـ حينها قد نفذ صبري وزادد غضبي , اذا كان زوجي لايحترم أمي ويهينها الآلآف المرات إمامي , هل انظر اليه واصمت أما اناقشه لما فعل كل هذا ؟؟ وهل هناك متسعآ لتفكير كي اتخذا قرار حاسم بعد كل هذا ؟؟ اف الله ليلعنه رب السماء والارض لجهنم وبئس المصير خالدآ مخلدأ بها .. بعد دمعة أمي فـ لتحترق كل الحياه ,. الذي لايحترم أمي فـهل سيحترمني ؟؟!! كنت انظر اليها واذا بهاتفها النقال يتصل اجابت عليه وهي في توتر وتعثرات واضحه بين احرفها سألتها الآم : (كيف حالك ؟) لااعلم بماذا اجابتها ,. ثم اصبحت الأم تتحدث بغضب عن الحادثه التي حصلت منذا قليل , وختمت حديثها بأن لا احدآ بجوارها ., فقالت الأبنه المصونه : ( زوجي يقول لكِ فـ لتعودي للمنزل ليعتذر منك ِ) اجابتها : ( لا اريد ان اعود ولا اريد اعتذره ست اتصل بـ اخيك لكي ياتي وسـ اذهب معه وانتِ افعلي ماتريدين ) فـ قالت لها : ( اذا لاتخبري اخي بما حصل ارجوك ) اغلقت الهاتف ولم تجعل حديثها ينتهي وهي تجهش بالبكاء , اتعلمون مالذي تمنيته ان تخسف الأرض بـ ابنتها الوقحه ., تريد ان تتأكد أن لا احدآ يسمع حديثها ولا تريد ان يعلم اخيها وليس هذا وفقط تريد من امها ان تعود للمنزل ليعتذر منها زوجها الأحمق , جن عقلي فـ أي عقلآ هذا الذي يحملهُ راسها ., في الحقيقه لابد ان يأتي هو جاثيآ على ركبتيه ويتوسل راجيآ ان تغفر زلته وتعفو عنه ., لكن هيهات اصبحنا في وضع محزن لا احساس ولاضمير ينطقان ,.
وهذه حادثه أخرى حصلت لي بـ الامس ,’ اتت جارتنا الى زيارة والدتي كانوا يتحدثون بصوت منخفض ثم استئذنتها والدتي قليلآ لـ تاتي بالمقبلات ., وانا كنت اتابع برنامج شيق على التلفاز ., والضيفه تنتظر عودتها ثم أجرت اتصال وتحدثت وبعدها بخمس دقائق اغلقته., لم أعر الموضوع اهتمام واكملت المتابعه , وبعدها بقليل سمعتها تبكي وتخنق بكائها حتى لا اسمعها , لكنني أدرت ظهري لها لـ أرى هل مااسمعه حقيقه ام من وحي الخيال , لكنها الصدمه العظيمه فـقد كانت تغطي وجهها بكلتا يديها ., اغلقت جهاز التلفاز ونهضت اليها مسرعه , جلست بجانبها وانا لااعلم مالذي حدث لها ,. سألتها : ( ماذا بك ياخالتي عسى ان يدفع البلاء عنكِ ؟) اجابت : ( لاشيء فقد عيناي متعبتان ) وكأنني مازلت صغيره ولا اميز الوجع من التمثيل ., عاودت السؤال مرةً اخرى : ( انني كبرت عن هذه الكلمه هيا اخبريني ماذا هناك ؟) وبعدها ابتسمت لي ووجهها يسكنه الألم الشديد قائله : (لقد اتصلت على ولدي لـ اسمع صوته وليطمئن قلبي عليه فـ أجابني وهو يبكي بشده.... ) ثم قلت لها : ( هل وقعت لهُ مشكله ام ماذا؟) قالت لي : ( لا لكنهٌ يود رؤيتي منذا سنتين ولايستطيع ) قلت لها وانا ممسكه بيديها : ( هل هو خارج البلاد ؟) قالت : ( لا بل في نفس البلد الذي اسكن فيه , لكن زوجته تمنعهُ من زيارتي أو من الاتصال بي .)
او حسافه عليهم من ابناء وبنات هذا لايحترم امي وهذه لاتدعني ازاورها , تبت اياديهم من مسد . لاحياء ولاشخصيات ولااخلاق وفوق كل هذا بلاعقول . أمي جنتي وجنة الله تحت اقدامها , كيف اسمح للغير ذلها وشتمها ؟ كيف ارضخ لقرارت الشيطان ان يحرمني منها ؟
مادفعني لكتابة هذا الموضوع هو انني عشت ذلك الاسبوع في ضيقة نفس وفي كائبه تخنقي , فقد رأيت والله مناظر مخجله وسمعت احاديث موجعه ., اصبحت انظر لـ أمي تكررآ ومررآ ., كيف استطيع ا افعل بها هذا ؟ كيف سـ اجروء يومآ ان اوجعها ؟ كيف سـ ارئها تهان إمامي أو ان يبعدوها عني ؟ حاش الله فوقتها سـ اعلم بأن لاحياة تنبض بداخلي بكل تأكيد .,
ارحموا من حملكم تسعة اشهر وعناء في مرضكم وصبروا الكثير من اجلكم واشتاقوا لرؤيتكم وانتم بالجوار وفي الاحضان ., احمدوا الله لانه وهبكم جنة على ارضه يسكنها الحنان والنقاء ., فـ غيركم يتمنى يومآ واحدآ ان يشعر بهذه النعمه ولو في الخيال .,
امي اقدر ذكراك في غيابكِ وحضورك , واحمد الله لانكِ بجانبي ., ولـ يعينني الرب ان اقدم كل ماتشتهيه نفسكِ وتطيب روحكِ لها , ولن اسمح بـ لحظه واحده ان تسرقني دون ان اقبل رآسكِ والجبين , فـ انتِ الصوره التي سـ ارى نفسي مكانها يومآ ما , سـ اجعلكِ فخورة بيا إلا ان تغادر الروح الجسد ., حيث انكِ تلك الروح وذاك الهواء وكل مافي الحياه انتِ جنة الدنيا فـ كيف اذا سـ تكون جنة الله ؟؟