ببب

لأن مدينة حائل تقع مابين جبال , وفي أرض تتخللها بعض الأودية التي تكونت بسبب نزول مياه الأمطار على هذه الجبال والأراضي المجاورة لها , وهذه الأودية صغيرها و كبيرها تخترق بمساراتها الأراضي المحيطة بمدينة حائل في السابق , وتجري عبر وخلال المدينة حاليا , لأنها كذلك فدائماً ما يصاحب نزول الأمطار بعض التوجس مما قد يحدث , عندما يتواصل نزول هذه الآمطار لفترات أكثر من المعتاد ..
وهذه المدينة الجميلة التي أخذت بالتوسع بشكل كبير خلال السنوات الماضية , إذ أخذ هذا التوسع عدّة مجالات وعدّة اتجاهات , وأخذت تخنق نفسها في بعض الأحيان , إلى درجة أن مسارات الأودية القديمة قد تلاشت واختفت معالمها وبقيت فقط في خارطة الذاكرة في الوقت الذي مازالت مصادر المياه التي تغذيها عند نزول الأمطار على وضعها وعلى ما هي عليه في السابق ..
ـ ففي عام 1296هـ الموافق لعام 1879 م هطلت على هذه المدينة أمطار غزيرة وتشبّعت الأرض بالمياه وجرت الأودية وتهدّمت المنازل والمباني وسميت تلك السنة بـ ( سنة الهدامة ) ..
ـ و في بدايات عقد التسعينات الهجرية الماضية نزلت أمطار غزيرة أخرى وجرى الوادي من الغرب إلى الشرق قادما من جبل أجا ومخترقا المدينة وجرف معه كثير من المنازل , وهذا المجرى كان في السابق ( وادياً ) واضح المعالم , إلا أنه ومع التوسع العمراني للمدينة اختفى ولم يبق منه إلا مستواه المنخفض المتمثل في الشوارع المنخفضة ..!! والتى بقيت كشاهد عيان لما كان يوما ما يسمى بالوادي ( شعيب ) ..
ـ كما أن سيولا جارفة منذ حوالي عشرين عاما قد حفرت قواعد جسر صغير وهو الذي كان يحمل الطريق المؤدي إلى عقدة وقد تسببت السيول الجارفة بهبوط الجسر والطريق من فوقه وتم إغلاق الطريق , إلى أن تم إصلاحه فيما بعد .. وفي نفس هذا الوقت غمرت مياه الأمطار بيوت كثيرة من تلك البيوت التي تقع على ضفاف الوادي الأكبر .. الدّيرع ( الأديرع ) المار في الجهة الشرقية للمدينة , غمرت هذه البيوت بالماء بسبب بناءها قريبا من هذا الوادي , وقد تكون بالفعل مبنية في مساره الذي سار فيه منذ زمن مضى , ولكنه انتقل كملكيات خاصة بسبب أو آخر ..
هذا بعض مايحضرني الآن , ومن المؤكد أن الأمثلة لتهديد السيول لهذه المدينة أكثر من ذلك ولعل بعض الأخوان لديهم حوادث أخرى لإضافتها ..
ومهما يكن فإن الأمر واضح بأن خطر مداهمة السيول لهذه المدينة أمر وارد , وقد لا يتكرر كثيرا , إلا أنه من المؤكد أن ماحدث سابقا سيحدث مستقبلا , فهذا مايقوله التاريخ ..
السؤال الذي يبدو أكثر إلحاحاً في هذه اللحظة هو ... مالذي يجب علينا أن نفعله والحال كذلك ..؟؟
وماذا يجب علينا لكي نحاول منع هذا التكرار , وبالتالي محاولة التقليل من إمكانية حدوث كارثة .. لا سمح الله .
ـ يبدو لي أن الأودية الملغاة ستعود معها مياه السيول يوما ما ..
ـ ويبدو لي أن عرض الأودية ( الشعبان ) قد أصبحت أقل مما هي عليه أصلا , بل قد تكون تلك هي الحقيقة ..
ـ ويبدو لي أن ( الفعل ) القائم على الأرض يسير باتجاه معاكس لما يفترض أن يكون عليه لتقليل المخاطر ( وأتمنى أن أكون مخطئا في ذلك ) ..
ـ ويبدو لي أشياء كثيرة , وكثيرة ..
من ضمنها , ومن أهمها , أن تكثيف التخطيط للأراضي الواقعة في جنوب المدينة بجوار ( النقرة ) ستكون مشكلة المشاكل يوما ما , إذا لم يؤخذ بالحسبان وضع مصارف مكشوفة للأمطار خلاف مسارات الشوارع , وتجهيز هذه المصارف من الناحية الفنية لتؤدي هذا الغرض أو السعي للوصول إلى أي حل آخر يتضمن السلامة والأمان, والحد من المخاطر الكامنة ..
عندما يكتمل بناء هذه المنطقة فإن التربة ستتشبع أصلا بمياه الصرف اليومي , وبالتالي لا يمكنها استيعاب أي قطرة ماء , عندها ستحتار مياه السيول للحظات إلى أين تذهب وستحيرنا معها .. ومع حيرتنا ستشق هذه السيول طريقها إلى حيث لا نرغب ..
وهذا لا ينطبق على هذا الحي فقط , بل يتعداه إلى غيره ..!!
أرجو أن لا نصل إلى هذه الحال ..
دعونا نعرض ونناقش الحلول .. التي من بينها ولا شك الإقرار بوجود هذا الخطر الكامن ..
لكم أطيب تحيات .......... بدر الرياض

يسعدني بانني اول من يرد على موضوعك
وانه موضوع رائع ووصف اروع
تقبل مروري

انا شكلي الثاني