قصة حب في منتدى

شاهدته...قرأت في عيونه احلامها..وسمعت في ترنيمة صوته دقات قلبها.
.واعجبتها افكاره..فقررت مطاردته..
وحاولت الحديث معه من خلال الردود العامة..
ولكنه كان لم ينتبه بعد لأسمها فقد عشق القلم اكثر من عشقه للجنس الاخر..
كانت تحاول ان تتعتصر افكارها لكي تجذب انتباهه..
وكان هو قد بدأ يحس باهتمامها..
وقررت أن تكتب له في رسائل خاصة ..بحجة انها تريد ان تعرف من وراء هذه الكلمات التي فتنتها..
.وعندما قرأ الرسالة ابتسم لأنه ادرك ذلك مسبقا ولكنه كان لا يحب ان يعرض الحديث
فهو اعتاد دائما ان يعرض عليه....
ورد عليها ردا غامضا يريد به ان يستشعر رد الفعل في رسالتها الثانية...
وكان الرد ادبيا ..فأرسلت رسالتها الثانية
وكانت قد افقدت عقلها تفكيره ووضعت جل اهتمامها ذلك الكاتب وعاطفتها كانت مؤججة..
تريد اطفاءها وتريد ارضاء غرورها بالحديث مع هذا الشاب..الذي تعلقت به..وكان فيها معلومات عنها..
.فرد عليها بمثل ما ارسلت واخبرها عن ميولاته وعن ارائه..فكان يسمع تنهيداتها مع نهاية كل جملة..
وكان يستغرب عن كيفية انكبابها عليه بهذه السرعة....
وكانت تقول له لا تظن أني سهلة المنال فأنت اول شاب اتحدث اليه...وأنا صعبة جدا..

حاولت ان تخبره بحبها..ولكنه كان يعرف ويتجاهل ..
ثم اعطته رقم تلفونها وحاولت ان تسمعه صوتها الناعم لكي تخضعه للتأثير ولكنه كان يعبر عن اعجابه بصوتها بطريقة ادبية.

.حتى لمعت في فكرها طريقة تقربها بها اليه..
فحدثته عن ماضيها..وكيف انها عانت..ولما استسلم للعطف والشفقة عليها واخذ يستمع اليها اكثر ..
ويهتم لكل كلمة اخذت تبالغ وتكذب وبكت واغلقت السماعة في وجهه لكي تقنعه بأنها لم تستطع ان تقاوم بكائها .
.فصمت في نفسه يفكر في كلامها..

ثم عاودت الاتصال..فرد عليها بشغف حزينا على حالها....
وأحست انها الفرصة لكي تنال من قلبه وتستولي على حبه..فحدثته عن الحب وسألته هل احببت سابقا..الى ان وصلت الى ما تريد بأن قلبه خال ..
.فتشجعت واعترفت له بحبها...اما هو امام تلفون الليل وصوتها المجروح..
لم يرد ان يجرحها اكثر..واخبرها بأنه يبادلها المشاعر..


بقي الحال هكذا اتصال على التلفون وحديث ادبي امام الناس..
وفي يوم من الايام غاب صوته عنها ولم يكن يرد على هاتفه..فجن جنونها..
وكانت قد طبعت ارقام تلفونه حتى كادت ان تمحى ارقام اللوحة...
.وبكت جدا لأنها احست بأن من تملك ليس معروفا اين هو الان اتراه في حضن حبيبة اخرى ام انه يراقص احلام فتيات اخريات..

وفي الليلة التالية اتصلت به فرد عليها ..وبدأت بالصراخ لأنها ظنت بأنها تملكه ..
.ولأنه لم يكن جاهلا بأمور البنات.. فقد افرغ ما في حنجرته من رعود في سماء اذنها فصمتت شفاهها لا تحتوي الا اعتذارات..وتوسلات ....
ولما بقي غاضب بدأت افكارها الشيطانية..فقالت له هل تجلس وحيد.. وكان رده نعم...
ثم بدأت تستعمل صوتها في اغراءه وجذبه لليلة حمراء صوتية...ونجحت في ذلك..لأنها تملك مقومات انوثة في صوتها..
وتعابير مثيرة..وبينما هو غارق معها في ذلك..
التفت قليلا عن عقله وأخذ يفكر اوليس انا اول شخص تتحدث اليه هذه الفتاة..
اذا من اين لها بمعرفة كل هذا....وأيقن أنها تمارس نزواتها معه كما غيره...

بدأ هذا الشاب يحس بأنه اعطى حنانا لمن لا تستحق..وأضاع وقته..
مع من لا تقدر معنى الوقت..وتدوس عقارب الساعة لتقفز الى المستقبل.....فبدأ يتجنبها....وهي تتقرب.. وهو يبتعد.. وهي في نفسها تتسائل ماذا حل به..

وعندما أحست انه كشف سرها...
ارادت ان تبدي له انها ليست مهتمة به فأخذت تهتم بغيره...وأخذت تحاول ان تستفزه بردودها....وأن تبين له انها نادمة على معرفتها به..فلم يكترث..
.ولما احست ان هنالك فتاة معجبة به ايضا..قطعت على نفسها عهدا ان تغير رأي الجميع ..وأن تخبر الفتيات بأكاذيب ..
وتخلق فيهم الكراهية له..حتى لا يطيقه احد..وبالفعل نجحت...

ومع ذلك لم يكترث الشاب لهذا فهي من جاءت فراشة على ازهاره..
وهي من غادرته بعوضة تطارد بالمبيدات....ثم علم هذا الشاب فيما بعد أنها تمارس سحر الليالي الحمراء مع غيره...
وأنها تعاني من شبق الكذب..
..وأنها تحب أن تخترق قلوب الاخرين بالشفقة......
وتتركهم عندما تحس انهم لم يقتنعوا بكذبها..فإبتسم وأغلق النافذة خوفا من بعوضة اخرى...


م / ن