مجموعه من الحكم الشعريه الرائعه في الأدب العربي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من الصعب على جامع الحكم أن يصير حكيما، إلا أنها -أي الحكم- تبقى غذاء لعقول الأنام، كما الطعام غذاء للأجسام. وهل تتسع مدارك الفكر إلا بالحكمة؟ وأنا من المؤمنين بصحة القول التالي، ومن الحريصين على العمل به، ألا وهو:
(أكتبوا أحسن ما تسمعون، واحفظوا أحسن ما تكتبون، وتحدّثوا بأحسن ما تسمعون).
من هنا كانت للحكم أهميتها وفائدتها الكبرى في حياة الأمم وتقدمها والشعوب وتحضرها.
وكم من بيت شعر هزّ منا الطباع، وأطرب الأسماع، لما انطوى عليه من حكمة دقيقة المنفذ، حسنة المأخذ، فغيرت مجرى حياة.
أخيرا، أرجو راغبا في أن تفوز هذه الثمرات بقبولكم لها أيها القراء الكرام-فتملأوا بها أوعية عقولكم وقلوبكم، وأن تحظى بالتالي بكريم إعجابكم وعظيم تقديركم، والله من وراء القصد وهو ولي التوفيق.
الأب }


- وفيه قول أبو العلاء المعري :


تحمَّل عن أبيك الثقل يوماً فإنَّ الشيخ قد ضعفت قواه


أتى بك عن قضاءٍ لم ترده وآثر أن تفوز بما حواه

2-{ الإبن }


- وفيه قول أبو العلاء المعري :


فاضرب وليدك وأدله على رشدٍ ولا تقل هو طفل غير محتلم


وربَّ شِقٍّ برأسٍ جرَّ منفعةٍ وقس على نفع شِقِّ الرأسِ بالقلم

3-{ الإتحاد و التعاون }


- وفيه قول معن بن زائدة :


كونوا جميعاً يا بنيَّ إذا اعترى خطبٌ ولا تتفرقوا أفرادا


تأبى العصيُّ إذا اجتمعن تفرقاً وإذا افترقن تكسَّرت آحادا

4- { الإحسان }


- وفيه قول البستي :


أحسن إلى النَّاسِ تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسانُ


- وقول ابن الوردي :


قيمةُ الإنسان ما يحسنه أكثر الإنسان منه أم أقل


- وقول زهير بن أبي سلمى :


ومن يفعل المعروف في غير أهله يكن حمدهُ ذماً عليه ويندم

5-{ الأخ }


- وفيه قول الدارمي :


أخاكَ أخاكَ إنَّ من لا أخاً له كساعٍ الى الهيجا بغير سلاح

6- { الأخلاق }


- وفيها قول أحمد شوقي :


وإنما الأممُ الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا


- وقوله :


وإذا أُصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتماً وعويلا


- وقوله :


صلاحُ أمرك للإخلاق مرجعهُ فقوِّم النفس بالأخلاق تستقمِ

- وقوله :


وليس بعامرٍ بنيان قومٍ إذا أخلاقهم كانت خرابا


- وقول الإمام علي بن أبي طالب :


وهل ينفع الفتيان حسن وجوههم إذا كانت الأخلاق غير حسانِ


- وقول حافظ ابراهيم :


لاتحسبنَّ العلم ينفع وحده مالم يتوِّج ربُّهُ بخلاقِ


كم عالمٍ مدَّ العلوم حبائلاً لوقيعة وقطيعةٍ وفراقِ


وطبيبِ قومٍ قد أحلَّ لطبه مالا تُحلُّ شريعة الخلاقِ


وأديب قومٍ تستحق يمينه قطع الأنامل أو لظى الإحراق


في كفه قلمٌ يمج لعابه سماً وينفثه على الأوراقِ


لو كان ذا خلقٍّ لأسعد قومهُ ببيانه ويراعه السَّبَّاقِ

7-{ الأدب }


- وفيه قول الشاعر :


حرِّض بنيك على الآداب في الصِّغر كيما تقِرُّ بهم عيناك في الكبرِ


- وقول آخر :


لكل شئٍ زينة في الورى وزينة المرء ، تمام الأدب


قد يشرف المرء بآدابه فينا ، ولو كان وضيع النسب


- وقول الإمام علي بن أبي طالب :


كن ابن من شئت واكتسب أدباً يغنيك محمودُهُ عن النسبِ

8-{ الأم }


- وفيها قول حافظ ابراهيم :


الأم روضٌ إن تعهده الحيا بالري أورقَ أيَّما إيراقِ


الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الاعراق


الأم استاذ الأساتذة الأُلى شغلت مآثرهم مدى الآفاقِ


- ولم أر للخلائق من محلٍّ يهذبها كحضن الأمهات


فحضن الأم مدرسة تسامت بتربية البنين أو البنات


وأخلاق الوليد تقاس حسناً بأخلاق النساء الوالدات

9-{ الإمارة }


- وفيها قول أبي زُبيد الطائي


إذا نلت الإمارة فاسم فيها إلى العلياءِ والحسب الوثيقِ


فكلُّ إمارةٍ إلا قليلاً مُغيِّرة الصديق على الصديقِ


فلا تكُ عندها حلواً فتحسى ولا مرَّاً فتنشبُ في الحلوقِ


أعاتب كلّ ذي حسبٍ ودينٍ ولا أرضى معاتبة الرفيقِ


وأُغمضُ للصديقِ عن المساوي مخافة أن أعيش بلا صديقِ

10- { الأمل والأماني }


- وفيها قول الطغرائي :


أُعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الامل


- وقول ناصيف اليازجي :


لا ييأسنَّ مريضٌ من سلامته ما دام في جسمه شئٌ من الرمقِ


كم مات من كان يرجى موته ، فقضى وعاش من كان يخشى موته ، فبقي!


لكل ليلٍ صباح نستضيءُ به فلا تدوم علينا ظلمة الغسقِ


- وقول المتنبي :


ما كلُّ ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن


- وقول الشافعي :


يريد المرء أن يعطى مناه ويأبى الله إلا ما أرادا


يقول المرء فائدتي ومالي وتقوى الله أفضل ما استفادا

التأني والعجلة }
- وفيها قول الشاعر :
قد يدرك المتأني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الزَّلَلُ
- وقول شوقي :
ولو تأنَّى نال ما تمنَّى وعاش طول عمره مهنَّا
لكل شيءٍ في الحياة وقته وغاية المستعجلين فوته
- وقول الشاعر القروي :
إذا رُمت أمراً فلا تعجلن وإلا ندمت على فعله
فما عثرة المرء قتَّالةٌ إذا كان يمشي على مهله
12-{ التحقير }
- وفيه قول الشاعر :
لا تحقرن صغيراً في مخاصمةٍ إنَّ البعوضة تدمي مقلةِ الأسدِ
- وقول آخر :
لا تحقرنَّ من المعروف أصغره أحسن فعاقبة الإحسان حسناهُ
13-{ التسامح و العفو }
- وفيها قول الشافعي :
وعاشر بمعروفٍ وسامح من اعتدى ودافع ولكن بالتي هي أحسنُ
- وقوله :
يخاطبني السفيه بكل قبحٍ وأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهةً وأزيد حلماً كعودٍ زاده الإحراق طيبا
- وقوله :
لما عفوت ولم أحقد على أحدٍ أرحت نفسي من همِّ العداوات
إنِّي أُحيي عدوي عند رؤيته لأدفع الشر عنِّي بالتحيات
وأُظهر البشر للإنسان أبغضه كما أنْ قد حشي قلب محبات
النَّاس داء ودواء النَّاس قربهم وفي اعتزالهم قطع المودات
- وقول الشاعر :
لا تنتقم إذا كنت ذا قدرةٍ فالصفح من ذي قدرةٍ اصلح
- وقول آخر :
سألزم نفسي الصفح عن كل مذنب وإن كثرت منه عليَّ الجرائمْ
وما النَّاس إلا واحدٌ من ثلاثة شريف ومشروف ومثل مقاوم
فأمَّا الذي فوقي فأعرف فضله واتبع فيه الحق والحق قائم
وأما الذي دوني فإن قال صنت عن إجابته نفسي وإن لام لائم
وأما الذي مثلي فإن ذلَّ أو هفا تفضلت إنَّ الفضل للحر لازم
14-{ التضحيَّة }
- وفيها قول أحمد شوقي :
بلادٌ مات فتيتها لتحيا وزالوا دون قومهم ليبقوا
وقفتم بين موتٍ أو حياةٍ فإن رمتم نعيم الدهر فاشقوا
ولايبني الممالك كالضحايا ولا يدني الحقوق ولا يحقُّ
ففي القتلى لأجيالٍ حياةٍ وفي الأسرى فِدىً لهم وعتقُ
- وقول الشاعر :
لا تبك من ضحَّى هناكَ بروحه يكفيه فخراً أن يموت مجاهدا
- وقول كمال عبد الحليم :
لن ينال الحقوق إلا أُباةٌ يتحدون معجزات الطغاة
هي حرب الحياة ، إمَّا حياة أو ممات يكن معنى الحياة
15-{ التفاؤل والتشاؤم }
- وفيه قول إيليا أبو ماضي :
أيُّها المشتكي وما بك داءٌ كيف تغدوا إذا غدوت عليلا
إنَّ شر النفوس نفس يؤسٍ يتمنى قبل الرحيل ا لرحيلا
وترى الشوك في الورود وتعمى أنْ ترى فوقها الندى إكليلا
والذي نفسه بغير جمالٍ لايرى في الوجود شيئاً جميلا
وإذا ما أظلَّ رأسكَ همٌّ قصِّر البحث فيه كيلا يطولا
أيُّها المشتكي وما بك داءٌ كنْ جميلاً ترىالوجودشيئاًجميلا
16-{ التقوى والورع }
- وفيها قول البستي :
من يتق الله يحمد في عواقبه ويكفه شرَّ من عزُّوا ومن هانوا
- وقول الشافعي :
المرء إن كان عاقلاً ورعاً أشغله عن عيوب غيره ورعهُ
كما العليل السقيم أشغله عن وجع النَّاس كلهم وجعه
- وقول أبو العتاهية :
ألا إنَّما التقوى هي العزّ والكرمْ وحبُّك للدنيا هو الفقر والعَدمْ
وليس على عبدٍ تقيٍّ نقيصةٌ إذا صحَّح التقوى وإن حاك أو حجَمْ
17-{ التواضع والكِبِر }
- وفيه قول الشاعر :
تواضع إذا ما نلت في النَّاس رفعةً فإنَّ رفيع القوم من يتواضعُ
- وقول آخر :
تواضع تكن كالنجم لاحَ لناظرٍ على صفحات الماء وهو رفيعُ
ولا تكُ كالدخان يعلو بذاته إلى طبقات الجوِّ وهو وضيعُ
وأقبح شيءٍ أنْ يرى المرء نفسهُ رفيعاً ، وعند العالمين وضيعُ
- وقول آخر :
ملأى السنابل تنحني بتواضعٍ والفارغات رؤوسهنَّ شوامخُ
- وقول آخر :
يا مظهر الكِبر إعجاباً بصورته انظر خلاءك إنَّ النتن تثريبُ
لو فكَّر النَّاس فيما بطونهم ما استشعر الكِبر شبانٌ ولا شيبُ
18-{ التوبة }
- وفيها قول أبو العتاهية :
إلهي : لا تعذبني فإنِّي مقرٌ بالذي قد كان مِنِّي
فما لي حيلةٌ إلا رجائي بعفوك إنْ عفوت وحسْنُ ظني
فكم من زلةٍ لي في البرايا وأنت عليَّ ذو فضلٍ ومَنِّ
إذا فكرتُ في ندمي عليها عضضت أناملي وقرعتُ سِنِّي
يظنّ النَّاس بي خيراً وإنِّي لشرُّ النَّاس إن لم تعف عنِّي
أُجنُّ بزهرة الدنيا جنوناً وأفني العمر فيها بالتَّمنِّي
وبين يدي ميقاتٌ عظيم كأنِّي قد دُعيتُ له كأنِّي
ولو أني صدقتُ الزهد فيها قَلَبْتُ لأهلها ظهرَ المجنِّ

19-{ الثقة بالنفس }
- وفيها قول الشافعي :
ما حكَّ جلدك مثل ظفركْ فتولَّ أنت جميع أمركْ
وإذا قصدت لحاجةٍ فاقصد لمعترفٍ بفضلكْ
20-{ الجار }
- وفيه قول الشاعر :
يلومونني أن بعت بالرخص منزلي ولم يعلموا جاراً هناك يُنَغِّصُ
فقلت لهم كفُّوا الملام فإنَّما بجيرانها تغلو الديار وترخُصُ
- وقول عنترة :
وأغض طرفي ما بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها


يتبَع ...