اين انت ابتي؟؟

في زاوية غرفتي المعتمة إلا من ضوء شمعه
على حافة سريري الذي بت أمقته..
أكتب أليك رسالة لن تصلك أبداً..
رسالتي من نبض قلبي
وحبرها دمي ..
بداخلي حنين أليك
حنين يصرخ ..يجذب روحي نحوك
يقتلع المساحات الخضراء بداخلي
أتذكرها ؟!
أنت من انبتها بداخلي وغيابك من أقتلعها ..
أتدرك معنى غربتي بعيدة عنك
ألف جسدي بخرق بالية من العذاب
أسير هائمة ,,ضائعة في الطرقات
كطفلة أضاعت الطريق نحو مأوى قديم
تحاول أن تستنير ببعض نور في قنديل مكسور
وبيدها منديل تكفكف به دمعها الكفيف
كل الأماكن التي أسكنها وأمرها تشعل روحي شوقاً أليك
لو تعلم أبي كم يضيق بي الزمان والمكان
لو تعلم كم أحتاج الى رئة ثالثة لاتنفس ,,



كل الأشياء التي أرتبطت بك تحتشد على وسادتي الحزينة
طفولتي ,,مراهقتي ,,أحلامي ,,وقصائدي الصغيرة
هاهي أبي تجلدني بسياط الفقد دون رحمة …
كم هي لذيذة بعض العذابات حين ترتبط بذاكرتي
فبقدر ألمها ووجعها تشعل بداخلي شعلة فرح
تسترق أنفاسها تحت الظلام ألست أنت هي …
أشتاقك أبي بملئ الأرض والسماء
أين أنت أبتي ؟؟
كم يفزعني صرير باب غرفتي حين أتأملهُ ولا تأتي
لازالت ذاكرتي تحبس تفاصيلك في قنينة شوق
أنفاسك الملونة بنكهة الحنان ..
وصوتك الحاني أحبكِ بنيتي …
صُندوقُ حكاياك ، وهداياك التي تملأُ أدراجَ ذاكرتي
وعطرك وأغنياتك العتيقةالتي خلقت لنا ..
ولازلت أحتفظ من خلفك بكل شئ جميل ..
كما علمتني ..كما ربيتني ..كما صنعتني
لكنني تعثرت حضاً .. وكبرت هماً .. وهرمت وجعاً
قالوا بأنني كبيرة بتفكيري ونضجي وعقلي
قالوا أنني سابقت الزمن فتجاوزت عمري ,,
ليتهم يعلمون ..
أنني بلغت الثالثه والعشرين حزينا وليس ربيعاً
لا ارى امامي سوى أبواب موصدة..أين الفرح ؟؟ أين ألأمل ؟؟
أم أنها مجرد مفردات ماتت غرقاًُ في بحر القواميس ؟
الحزن يلتف حول جسدي بشدة بغية أن يخنقني ..

أيناك أبي ؟؟


ماكنت ستتركني عالقة بين النافذة والغرفة
كنت ستأتي لتذكرني أي أنثى أنا
وتهمس في أذني أبنتي لا تذبلي ..صغيرتي أبتسمي
وكعادتك دائما ستحمل لي بدل فنجان القهوة عصير برتقال
وبدل تلك الدمعةإبتسامة حنان ,,,
أفتقدك أبيمنذ أبتعدت عنك
اعتزلت البرتقال وأدمنت القهوة
ولكنني مازلت كما ربيتني تماما
أهرب من الدنيا لأختبئ تحت ظل ذكراك
وأحتفل بالصباح بالرغم من أنه لايشبه الصباح أبدا
لأنك علمتني أن كل ما ينبثق من السماء جميل ورائع
وما يأتي من الأرض يرسم ملامحه
لذلك سأجد صباحا ناقص
ومساءا بائس
المهم أن أؤمن بأن الصباح والمساءيولدان في القلب
ويموتان مع انهزام آخر نبض
الساعه العاشرةصباحاً
كل ماحولي جامد
حتى أغنية الصباح تجمدت فجأة
لا ادري مالذي أضطرني للكتابة
كالعادة أنها رسائل حنين صغيرتك
وكالعادة أثقلني التعب
بدأت أناملي ترتجف
كيف لي أن أتخيل عمري القادم دونك ؟!
ألم تعدني أن تكون الى جانبي يوم تخرجي ؟
ألم تعدني أن تزفني بيديك ليلة فرحي ؟؟
ألم تعدني أن تفرح معي يوم أنجب أول أطفالي ؟؟؟
وكعادتي منذُ صغري
عادة لم أقلع عنها ولن أقلع عنها ابداً



أهرع دائما الى دبدوبي
في أحيان كثيرة أشعربه وكأنه يناديني لأهرب من الدنيا في أحضانه
لأهرب من كل شئ ..من كل شئ أبتي حتى من رسائلي
رسائل حنين صغيرتك ..طفلتك ..مدللتك .سامحني أبي لا أملك الارتماء في أحضانك
لا أستطيع تقبيل كفك وجبينك
لا أملك أبي سوى رسالة حنين
ابنتك
ملاك صعبة الامتلاك