إذا أردت أن تقضي على ما تبقى من حياتك من الآن عليك أن تشعر بالقلق الذي لن يغير شيء من أحداث حياتك المستقبلية و لن يدفعك إلا للجمود و التقاعس عن تغير مجرى حياتك للأفضل .
هناك فرق بين القلق على المستقبل والتخطيط له ، فالأول شعورمحبط والثاني تفكير إيجابي . نعود مرة أخرى لنقول إن القلق متوطن في ثقافتنا و المجتمع ساهم في غرسه حيث أنه يعتبر وسيلة للتعبير عن حبك مثلاً
” عليك أن تشعر بالقلق من أجلي لتثبت حبك لي ” ..!
اسأل نفسك هذا السؤال : هل شعورك بالقلق تجاه شيء معين سيغير شيء .؟
الإجابة طبعاً لا ..!
♣♣
إنه شعور مهدر لجهودك ويستنزف حاضرك و يقتل لحظات الحاضر بدون جدوى ..! _ نماذج من ثقافتنا لسلوكيات تنطوي على مشاعر القلق : إنني أشعر بالقلق على/من
1_ أطفالي ( كل شخص يشعر بالقلق على أطفاله ، لن أكن أباً صالحاً إن لم أقلق عليهم ، فهل تنكر علي ذلك ؟ ) 2_ هل ما أقوم به هو الصواب ..؟
( دائماً ما أشعر بالقلق و الخشية من الا أقوم بأعمالي على الوجه الصحيح و بهذه الطريقة أقوم بأداء أعمالي كما ينبغي )
3_ أن يظن بي الاخرين ظن سوء ( أخشى أن يستاء مني أصدقائي )
إنني أشعر بالقلق عندما يكون كل شيء على ما يرام ..!
هذه العبارة مضحكة للغاية
فكر فقط هل ينفعك القلق بشيء ..!؟
لكي نتخلص من هذا الشعور لابد أن تفهم الدافع من وراءه ..! إذا كان معدل القلق لديك يمثل جانباً كبيراً في حياتك فهذا عائد للجذور التاريخية التي يجب عليك أن تنزعها ثم فكر في المكاسب التي تجنيها من وراء القلق ..!؟
المكاسب السيكولوجية التي نجنيها من وراء شعورك بالقلق :
_ استنزاف للحاضر الذي يهددك ..! كيف يكون ذلك ..!؟
1_ يمكن أن تتجنب المخاطرة أو المجازفة عن طريق إحساسك بالقلق و جعل مبرراً لعجزك و جمودك .
فحين تقضي ساعات طويلة بالقلق على شيء معين دون أن يدفعك
هذا لعمل شيء ذو قيمة فإن ذلك أفضل من أن تنتج
و تستغل حاضرك في شيء مفيد أليس كذلك ..!؟
2_ أن تبين مدى اهتمامك بشخص معين عن طريق القلق عليه ..!
ولكن ألا توجد طريقة افضل من الشعور بالقلق ..!؟
و هذا القلق يفتح عيك أبواب تسبب لك القرحة و فرط ضغط الدم و التشنجات و التوتر والألم الرأس و الظهر و ... و … و … و من ثم لفت أنظار الآخرين إليك و تبرر جانبا من إشفاقك على ذاتك و رثائك لها .
♣♣
بعض الاستراتيجيات للتخلص من القلق :
_ غير نظرتك إلى الحاضر و استغرقها في التفكير الايجابي أو تعزيز الذات بدل أن تهدر أوقاتك بالقلق على مستقبلك ، فإذا صادفك هذا الشعور اطرح على نفسك سؤالاً
: ما الذي يمكن أن اجنيه الآن عندما أقلق على المستقبل ..؟
فبدل أن تقلق اتخذ قراراً عملياً كخطوة إيجابية .
_ اختر لنفسك عن مقصد سلوكاً معيناً يتناقض و يتضارب مع مبررات القلق المعتادة لديك :
مثلاً : الادخار للمستقبل و حرمان نفسك من متعة الحاضر .
و أبدأ في إنفاق ما لديك ( دون إسراف ) ومنع نفسك فأنت لا تعرف
هل ستعيش طويلاً أم أنك ستموت و سيتمتع غيرك بمالك الذي حرمة نفسك منه ..!
أخيراً :
تعلم أن تعيش حاضرك لحظة بلحظة دون الشعور بالذنب الذي لا ينتج عنه أي سلوك ايجابي أو القلق على المستقبل الذي يحرمك لحظة الحاضر .