ووقف في قفص الاتهام امرأه تتحدى الجمال ، وقفت بثوبها الأبيض الهفاف .
ودخل قاضي الهوى ، فصرخ الحاجب : محكمه .
فهب الجميع واقفين ، ونظر القاضي إلى أوراقه ، ومن ثم نظر إلى المتهمه وشعر بمسؤولية القضيه وعبء الحكم فيها ، وتمنى لو أنه يستطيع أن يعفو عن هذه المرأه ويصدر حكماً ببراءتها ، ويعيد لها حريتها ، وينقذها من حبل مشنقة الهوى .
ولكن كيف السبيل لهذا ، وهذا ما اختارته هي ، وهي التي قدمت إلى المحكمه ، واعترفت وطلبت الحكم العادل ليرتاح قلبها بعد طول العناء ؟
قال قاضي الهوى : سيدتي ..... أنت متهمه بالحب مع سبق الإصرار والترصد ، وقد أثبت المدعي العام جريمة سفكك دمك قرباناً للحب والوفاء ، وشهد عليك شهود عيان باندفاعك وجنونك في الهوى ، وحينما حاول محامي الدفاع تبرئتك ، أسكته قلبك الملهوف واعترف بفعله ، ونفى أنه يشعر بالندم أو الأسى .
وبناء على ما تقدم من تهم اثباتها واعترافك بها ، حكمت محكمة الهوى عليك ياسيدتي بالسجن المؤبد في عالم الهوى مع المعاناة الشاقه من الوصل والهناء ، والهجر والجفاء .
فصرخ جنون الحب فيها ....... يحيا عدل قاضي الهوى !
زهره :
الجنون فنون ، وأصعبه جنون الهوى