الحب القديم

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://www.hebat-malek.com/vb/backgrounds/2.gif');background-color:sandybrown;border:7px groove darkred;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]وأتاني سؤاله مباغتاً فكري ، متحدياً تجاهلي ، مداهماً صبري أتاني سؤاله يجبرني أن أقف وأفكر في أمر ما تمنيت أبداً فيه أن أفكر .
يسألني : هل بالإمكان إحياء حب قديم؟ هل بالإمكان أن نسامح ونصفح عن جرح أليم ، ونبدأ من جديد مع حب أصيل ... في أعماقنا حجة الزمان... ولكنه بقى في داخلنا كحجر الأساس ؟!
وجفت الكلمات في حلقي ... لم أستطع أن أجيبه فوراً ... لأني أحتاج أن أفكر قبل أن أجيب .... وخفت من التفكير ومواجهة الموقف.
وسكن في التفكير وصمت في الإحساس... وشعرت أن مايدور في داخلي هو الهدوء ألذي يسبق العاصفه ... هو السلام الذي يسبق الثوره ... أتاني سؤاله كالسكين الذي ينكأ الجرح فيعيد تدفق النزيف... جرح بقيت زمناً طويلاً أعالجه ... إلى أن غلفت سطحه بقشره واهيه ... وفي لحظه واحده أتى سؤاله فشرخ الجرح وأعاد نزيفه بغزاره شديده .. لا أدري لم استبعدت هذا الموقف عن ذهني ... طوال هذه الأعوام ... هل لأحفظ نفسي من هاجس أمل كاذب؟؟ هل خفت أن أتعلق بالفكره فأظل أنتظر حدوثها وأخطط وأرسم وأفكر كيف سيعود ومتى وأين ؟ ترى ماهي ردة فعلي أنا ؟ كيف استقبل عودته ؟ كيف أستوعب توبته ؟ هل سأرفظه وأنتقم منه وأصرخ في وجهه : عد .. عد من حيث أتيت ... لا أنا لك ولا أنت لي .
وبتدفق هذه الأفكار أدركت أن جراحنا محال أن تشفى إذا لم نعالجها من أعماقها .
وفتحت جراحي وطرحت كل ما في جوفي من صديد ومعاناة ... هل بالإمكان أن ننسى الغدر ؟ هل نغفر القسوه ؟ هل إذا عاد لا تحاصرني الشكوك والريبه في كل لحظه ... في كل تصرف منه ؟؟؟
من يظلم مره لا بد وأن يعيد الكره .... من يهجر بلا سبب يصبح الهجر عادة فيه وألم الفراق في المره الثانيه سيكون مضاعفاً واللوعه أشد قسوه ومراره .... والحسره فيه لا تفوقها حسره.
وعاد صوته يكرر السؤال .. ونظرت إلى عينيه وأجبت:
- لا يلدغ حبيب من خداع حبيبه مرتين ... لا يمكن أن نعيد الثقه لمن قتل الثقه ، واغتصب الحب في ابشع صوره.
من الصعب بل من المستحيل أن نستهين بحق النفس ونلقى بها في نهلكة تجربه مريره مرة ثانيه .
الحب القديم بكل ما يحمل من رواسب ألم وذكريات وعذاب .. أجدر لنا أن نبقيه مدفوناً .. لأنه لو كان يستحق الحياه لما أصبح مدفوناً في الاعماق .
وصمت وأنا افكر وسمعت صوتاً هاتفاً من أعماقي يقول :
- بالنسبة لي أنا .. يكفيني لو قدر لي صدفة .. أن أرى عيون حبيبي تعبة حائره .. لاحتويت رأسه بين ضلوعي وغفرت له كل ذنوبه .
وصرخت ثائر على نفسي كيف فكرت في يوم من الأيام أن أكون على حبيبتي غاضب .
- زهره -
ليت العمر يتوقف في استراحة بين ذراعيك ونظرة من عينيك ![/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]