عرض مشاركة واحدة
قديم 02-05-2010, 08:50 PM   #1
غدير
:+:هيبة نشيط:+:


الصورة الرمزية غدير
غدير غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1355
 تاريخ التسجيل :  Jun 2008
 أخر زيارة : 12-23-2012 (03:13 AM)
 المشاركات : 206 [ + ]
 التقييم :  150
لوني المفضل : Cadetblue
Vm594259 القُرْآنُ والشَّفَاءُ





~*القُرْآنُ والشَّفَاءُ~*

*أولاً:- شِفاءُالقُلوبِ:

إِنَّ القُرآنَ الكريمَ شِفاءٌللقُلوب؛فهويُزِيلُ الرَّانَ الذى يعتريهاويعلوهافيمرضُهاويهَلكُهاممايَعرضُ عليهامِن الآفاتِ بسببِ الخرافاتِ والأوهام والضلالاتِ والبِدَع،وكذلك بسببِ مايُرهقُهامِن الوساوسِ والخَطَراتِ والشُّبُهاتِ،فإِنَّ ذلك يُجْهدُالقلوبَ،ويملؤهابالهمومِ والأّحزانِ والشُكوكِ،ويَحملُهاعلى الذُلّ والعبوديِة لغيراللهِ تعالى،وعلى الخوفِ مِنْ غَيْرِهِ عَزَّوجلَّ.
فالقُرآنُ فيه شِفَاءٌمِن هذاكُلَّهِ؛لأنّه كلامُ اللهِ الحقَّ،فإنَّهُ يتغلغَلُ فى القُلوبِ ويَصِلُ إلى سُويْدائِهافتَسْكُنُ وتطمئِنُّ،ثم تشعرُبالتَّيقُّنِ مِن وعْدِاللهِ تعالى والأمن المطلقِ فى الحياةِ الدنياومابعدَهاقال تعالى) الم (1) ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُوَٰلئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)((البقرة)
وقال عَزَّوجَلَّ:)ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ((البقرة:آية102)
وقال عَزَّمِنْ قَائل:) اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ((الزمر:آية23)
*ثانياً:- شِفَاءُالعُقولِ:

والقُرآنُ الكريمُ شِفَاءٌللعُقولِ والفِكْرالمُنحرفِ عَن الاستقامةِ وسَلامةِ التّفكيرِوصِحَّةِ التدبيرِ،بسببِ الأمراضِ التى تُؤَثَّرُعلى العُقولِ وطُريقةِ تفكيرِهافتحولُ بينَ العقلِ ومقتضاهُ وبين التَفكيرِالصحيحِ ولوازمهِ.
وأمراضُ العُقولِ هى الآصارُوالأغلالُ التى تُقيدُّ العُقولَ،وتنحرفُ بهاعَن الجادَّةِ القويمةِ والتَفكيرِالصحيح.
فالقُرآنُ الكَريمُ شِفَاءٌ لهذهِ العُقولِ،وتَصحيحٌ لِمَسارِالفِكْربتخليصِهامِن غُلَّ التّقليدِ،ومِن التَّعَلُّقِ والتّبعيّةِ لجهةِ غيرِمَعصومةِ واتّباعِهابلادَليلٍ ولاعَقلٍ ولابرهانٍ،وبتخليصِهاأيضاًمِن العَثَراتِ والسّقطاتِ فى ضلالاتِ موروثاتِ الآباءِومألوفاتِ الأجادِ،على الرَّغْم مِنْ تَردَّيهم فى العَمَى والخُرافةِ وانحرافِهِمُ الفِكْرىّ،وتَلبُّسِهمْ وخَلْطِهمُ الحقَّ بالباطلِ.
فالقُرآنُ الكَريمُ شِفَاءٌللعُقولِ،وهِدايةٌ ونُورٌلتصحيحِ مَساراتِ الفِكْرِ؛لتتّفقَ مع الفِطْرةِ التى خَلقَ اللهُ تعالَى النَّاسَ عليهافهويُحرِّرُ العُقولّ مِن ذُلِّ التّبعيّةِ الخاطئةِ،ويَعتقُ الضَّمائرَالبشريّةَ؛لِتُمارسَ حَقَّهافى التّفكيرِ،ويُطلِقُ الفكرَمِن القيودِ؛ليتدبّرَويتأَمَّلَ ويَستقلَّ فى ظِلِّ حُدودهِ الشَّرعيّةِ.قال تعالى:) وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَٰنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ ۗ مَا لَهُمْ بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (20)أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ (21)بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22) وَكَذَٰلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَىٰ مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ ۖ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (24) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ ۖ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (25)((الزمر)
وفى القُرآنِ الكريمِ إرشادٌللعُقولِ بعدّتحريرِهامن ذُلِّ التَّبعيّةِ،وتوجيهٌ لهاإلى الطريقِ السَّوىٌ مِن جهةِ صِحَّةِ النَّظَرِ،وتوجيهِ الفكرِإلى النّظرِوالتّدبّرِفى ملكوتِ السماواتِ والأرضِ وماخلقّ الله تعالىَ.وفى هذاشفاءٌللعُقولِ مِن سِقامِ الجهلِ واختلالِ الفكرِ وفسادِ الاستنتاجِ.وفيه أيضاّكَفُّهاعن تبديدِالطّاقاتِ،وإنفاقِ الجهودِفيمايَتعلقُ بمالايُغنى ولايُجدى مثلَ أمورِالغَيْب التى غيَّبَهااللهُ تعالىَ عن مَداركِ العُقولِ والحَواسِّ.
وقال تعالى:) إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ((آل عمران:آية190)
وقال تعالى:) أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ ((الأعراف:آية185)
وقال تعالى:) وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20)
وَفِي أَنْفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21)((الذاريات)
وقال تعالى:) الم (1) ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)((البقرة)
وقال تعالى:) هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)(آل عمران:آية7)
وقال تعالى:) مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا( (آل عمران:آية51)
*ثالثاً:- شِفاءُالنُفوسِ:

وفى القُرآنِ الكريمِ شِفَاءٌللنّفسِ البَشَريةِ،وعلاجُهاوصِحّتُهامن أمراضِ الهوَى،وأدْناسِ مُتابَعةِ الملذّاتِ،وأرجاسِِ تحقيقِ الشَّهواتِ،ومِن الطَّمع والحسَدِ،وغيرهامِن الأمراضِ النّفسيّةِ والاجتماعيّةِ التى تَفتِكُ بالنَّفسِ،وتَجعلُ الإنسانَ أسيراًلأهوائِهِ وشهواتهِ،وسجيناًلملذّاتهِ وأطماعهِ،ومِنْ ثَمَّ يَضعفُ المجتمعُ.
فالقُرآنُ الكريمُ يُحِّررُالنَّفسَ مِن هذاالأَسْرِ،ومِن الانقيادِوراءَالزائِل الفانى،لتسموَبرغباتِهاوأهدافِهانحوَالكما ل البَشرىِّ،ولِتَعلوَ عن مواطنِ العِلَل والآفاتِ والأمرِبالسُّوءِ،ولترقَى إلى أعلى درجاتِ الاطمئنانِ والقناعةِ والرِّضا.
فالقُرآنُ الكريمُ شِفَاءٌللقُلوبِ،وشِفَاءٌللعُقولِ،وشِفَاء ٌللنُّفوسِ البشَريةِ.وهذامايُريدُهُ اللهُ عَزَّوجَلَّ مِن خَلْقِهِ أنْ يكونواأصِحَّاءَأقوياءَ.
إِنَّ المرءَإذاسَلِمَ قَلبُهُ عَن التَّعلُّقِ بغيرِرَبِّهِ وخالِقِهِ،وصَحَّ عَقْلُهُ بالمنهج القُرآنىِّ،وتغذَّى به،واستقامَ على هَدْيهِ،ثُمَّ اطمأنتْ نَفسُهُ،وسَلِمتْ مِن آفاتِهاوأمراضِها،وترفَّعَتْ عَن الأمرِبالسُّوءِأوالهمِّ بالباطلِ،أقولُ:إذاحصلَ ذلك كُلُّهُ للمَرءِ،
- فإنّهُ الإنسانُ،وإنَّهُ العَبْدُالذى أرادَهُ اللهُ تعالى.
- وإنَّهُ بذلك يَتعرفُ- بِحقِّ – على الغايةِ مِن خَلْقِهِ وإيجاده.
- ويتعرّفُ على صِفَاتِ البارى جَلَّ وعّلا.
- ويُدْرِكُ كَمالَهُ وجَلالَهُ فى خَلْقِهِ وإبداعِهِ،وفى أمرِهِ ونَهْيِهِ.
- ويتعرّفُ كذلك على غايةِ إِرسال الرُّسُلِ،وإنزالِ الكُتُبِ،وعلى غايةِ الحياةِ الدنيا.
- ويؤمنُ بالبَرْزَخِ ومابعدَالموتِ،والحياةِ الأخْرَى بعدَالبَعْثِ والنُّشُوِر،وبعدَالحسابِ والجزاءِمِن اللهِ تعالى على ماقَدَّمَ ومافعلَ وعملَ.
- ويُدْرِكُ ويتعرّفُ على حقيقةِ العلاقةِ بين الخَالِق والمخْلُوقِ.
- ويُدْرِكُ دورَهُ،والأعمالَ المنُوطَةَ به فى هذه الحياةِ الدنيامِن خلافةِ،وعِمارةٍ.
- ومِن ثَمً يلتزمُ مايُملِيهِ عليه القلبُ السَّليمُ،والعَقلُ الصَّحيحُ،والنَّفسُ المطْمئنةُ،فتزولُ الأمراضُ والأحقادُالتى تَفتِكُ بالفَرْدِأولاً،ثُمَّ بالمجتمع ثانياً،تلك الأمراضُ التى تُذْهِبُ بِتماسُكِ المجتمع والجماعةِ،وتُزلزِلُ أَمْنَهاوطَمأنينتَها،وبالمقابل تَسُودُالأخلاقُ،وتظهرُالفضيلةُ،ويَشِيعُ المعروفُ،ويَزولُ المنكرُ،وتَكثرُالطَّيِّباتُ وتُوأَدُالمنكراتُ،وتَرتفعُ الآصارُوالأغلالُ،فتنطلقُ القُلوبُ السّليمةُ،والعُقولُ الصّحيحةُ،والنُّفوسُ المطمئنةُ إلى بناءِ المجتمعِ والأُمةِ على أساسٍ صحيح ومنهج رَبَّانِىِّ قُرْآنىِّ قَويمٍ.
قال تعالى) أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ۚ((الأنعام:آية122)
قال تعالى) مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَىٰ وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ ۚ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ((هود:آية24)
منقوول




 

رد مع اقتباس