منتديات هيبة ملك منبع إبداع لاينضب - عرض مشاركة واحدة - بوش يبدأ زيارة تاريخية للشرق الأوسط وسط تصاعد التوتر مع ايران

اوسمتي · 01-08-2008, 05:14 PM

الجناح الملكي بفندق "الملك داوود" يتحول إلى قلعة محصّنة لاستقباله

الفندق خصّ الرئيس الأمريكي بثوب استحمام يحمل اسمه
واشنطن، القدس المحتلة- ا ف ب
يتوجه الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى الشرق الأوسط الثلاثاء 8-1-2008، في زيارة تاريخية، يتوقع أن تكون في صلب جدول أعماله في السنة الأخيرة من عهده الرئاسي, بهدفين هما مساعدة الاسرائيليين والفلسطينيين للتوصل الى اتفاق سلام قبل خروجه من البيت الابيض في يناير 2009، وطمأنة حلفائه بالخليج الى ان الولايات المتحدة لن تتركهم وحيدين في مواجهة "الخطر" الايراني، ولن تلجأ الى القوة الا كوسيلة اخيرة.

ويحتمل ان يحث حلفاء واشنطن العرب بوش، خلال زيارته، على عدم السماح لعداء يعود الى اكثر من ربع قرن بالانزلاق الى مواجهة.

ويزور بوش اسرائيل والاراضي الفلسطينية الاربعاء والخميس والجمعة، يتوجه بعدها الى الكويت ثم البحرين والامارات العربية المتحدة والسعودية مختتما جولته بمصر في 16 يناير. ويبقى العراق في صدارة اهتمامات بوش، ولا يمكن استبعاد قيامه بزيارة مفاجئة لهذا البلد.

ويبدأ بوش جولته في اسرائيل والضفة الغربية, في اول زيارة من نوعها منذ وصوله الى سدة الرئاسة وستحاط جولته باجراءات امنية مشددة في منطقة حركت فيها الحرب على العراق وسياسات الادارة الأمريكية مشاعر معادية بقوة للولايات المتحدة.

وأشار بوش إلى أنه سيؤكد لاسرائيل والدول العربية التزام بلاده بضمان امن المنطقة واحتواء النفوذ الايراني المتصاعد. ويؤشر هذا الحرص الأمريكي الى رغبة في اصلاح الاضرار الناتجة عن تقرير اصدرته الاستخبارات الأمريكية اخيرا بشأن الخطر النووي الايراني، وكان له وقع الصاعقة، بعدما أشار إلى أن ايران أوقفت برنامجها لصنع القنبلة الذرية عام 2003.

وقال بوش في مقابلة اجرتها معه فضائية "العربية" الإخبارية "أتوجه الى هناك لاطمئن الناس واقول لهم: اعتقد ان ايران تشكل خطرا. لدينا استراتيجية لمواجهتها ونريد التعاون معكم" مضيفا ان الولايات المتحدة تحتفظ بالخيار العسكري لكن "اعتقد ان في وسعنا تسوية هذه المشكلة دبلوماسيا".

القلعة المحصنة

وحوّلت زيارة بوش إلى القدس فندق "الملك داوود"، المقر المفضل للرؤساء الاجانب والمشاهير, الى قلعة محصنة، استعدادا لاستقبال الرئيس الأمريكي.

خصص الفندق لبوش جناحه الملكي، الذي يبلغ سعر الليلة فيه 2600 دولار، ويطل على منظر رائع للمدينة القديمة، يمكن من خلاله رؤية حائط المبكى والمسجد الاقصى.

وسيتم تطويق محيط مقر الفندق، الذي كان مقر القيادة العامة السابق للسلطات البريطانية خلال فترة الانتداب على فلسطين (من 1920 الى 1948) كله مع نشر المئات من رجال الشرطة والمخابرات المكلفين بتوفير الحماية اللصيقة للرئيس الأمريكي.

ومن المقرر ان يغادر آخر نزلاء الفندق المكان مساء الثلاثاء، ولن يكون باستطاعة اي شخص بما في ذلك العاملون في الفندق من دخوله خلال هذه الزيارة الاولى لرئيس امريكي منذ 10 سنوات.

وقال المدير المساعد للفندق بني اوليرشيك إن اجهزة الامن الأمريكية "نصبت خيما خاصة حول الفندق لا يستطيع احد اذا مر امامه ان يرى مدخله". وستنصب كذلك حواجز في المناطق المحيطة بالمبنى والتي ستغلق تماما امام السيارات والمارة، في حين سيتم نشر قناصة من قوات النخبة على اسطح المباني.

واوضحت صحيفة "جيروزالم بوست" ان بالونا مزودا بكاميرا للرؤية الليلية سيوضع ايضا فوق الفندق.

ولفت المسؤول عن اقامة الوفود الرسمية شيلدون ريتز أنهم "ارسلوا ايضا رجال آليين الى المجاري لفحصها والتأكد من عدم وجود اي مفاجاة تحت الفندق".

وذكرت صحيفة "معاريف" نقلا عن مسؤولين في فندق الملك داود ان الفندق اتخذ كل الترتيبات اللازمة لتلبية كل احتياجات الرئيس الأمريكي الذي سينعم بثوب استحمام يحمل اسمه، وسيقدم له بناء على طلبه فطور مؤلف من القمح الكامل والفاكهة".

وفندق الملك داوود هو افخم فنادق المدينة وهو معتاد على استقبال المشاهير. فسبق ان نزل به الرئيس المصري الراحل انور السادات والرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل او ايضا نجما الغناء مادونا وستينغ.

لكن بعيدا عن الاناقة والفخامة، كان هذا المكان ايضا شاهدا على التاريخ الدامي للمنطقة. ففي 22 يوليو 1946، قامت منظمة الارغون اليهودية السرية المسلحة، التي كانت تعمل على طرد الانكليز من فلسطين بتفجير جناح الفندق الذي كان يستخدم كمقر لسلطات الانتداب البريطانية والقيادة العسكرية وكمركز للشرطة.

وقد عجل هذا الاعتداء, الاكثر دموية في تاريخ الانتداب البريطاني لفلسطين مع سقوط 91 قتيلا, برحيل ممثلي صاحبة الجلالة وقيام اسرائيل عام 1948.