كانت تجلس بقربي في الباص ..
لم أشعر ابدا انها كفيفة ..
كنت مسندة رأسي على المقعد ..
فجأة ..
شعرت بلمسة يديها علىيدي ..
ثم قالت : لو سمحتي اختي ..
انا جديدة بالسكن ..
ممكن توصليني لمبناي ..
لأني كفيفة وماحفظت الطريق ..
كلمات كالصاعقة وقعت على رأسي ..
أجبتها فورا ..
أكيد عزيزتي ..
ثم عم السكوت ..
وكانت في داخلي مئات الأسئلة ..
لكني لم اتجرأ ان أسألها ..
وصلنا .
وسكت بيديها ..
ونزلنا معا ..
ثم تركتها دقائق لآخذ بطاقتي من المشرفة ..
ومشت هي بخوات بطيئة ..
ولم تر فتاة امامها فاصطدمت بها ..
وكانت الأخرى عصبية ..
قالت دون ان تنظر اليها :
عمى .. ماتشوفين !!
فما كان من تلك الكفيفة ..
الا أن قالت : آسفة اختي ..
انا فعلا عمياء ..
يعلم الله ..
لم أشعر بتلك الشعور المؤلم الذي شعرت به
في ذلك اليوم ..
أوصلتها الى مبناها ..
ملقية نظرة تأسف ولوم على تلك الفتاة السيئة الخلق ..
وعدت الى غرفتي باكية ..
وقلبي مليء بالأسئلة التي لم اجد لها جوابا ..