جئته في موعد الشوق و جاء
و تلاقينا و قلنا ما نشاء
نحن في الذكرى تلاقينا على
قُبل الشوق و ضوضاء اللقاء
و تشاكينا تباريح النوى
و تنفسنا هناك الصعداء
فكأن الغيب قد أضحى لنا
جبل الباروك أو وادي الصفاء
ملتقى من خُلس السعد و من
لذة الغمض و من نيل الرجاء
خطفت بالنقل فيه قدمي
و تحرّت أذني همس الخفاء
من ذرى الباروك في الضحو إلى
سرحة النهر تولاني البكاء
ههنا دار حديث
و هنا رنّ ضحك .. و تناجى سعداء
هذه الدنيا التي كانت لنا
جرت الريح عليها بالعفاء
جئتها أطرح شعري في الثرى
قله دمع العين أو قله الرثاء
ليت شعري أقوافٍ في فمي
أم قوارير من الدمع ملاء
يا سقى الله زمان الملتقى
لو تزودت لأزمان الجفاء
* * *
قرّبي يا نسمة مرت بهم
جئت من روض و من ظل و ماء
و على رسلك يا ريّ الصدى
ساقك الله إلى قومٍ ظماء
فانشري في الحي أخبار الشذى
و افتحي كتب الرياحين الوضاء
* * *
يا أبي
و هو نداء لم يزل
في فمي أطيب ألفاظ النداء
حسب حظي اليوم من ترديده
لذة النطق و عز و انتماء
نعمة منك بكفي سلمت
يا سخي الكف : واصلت العطاء
صرت كالباكي على الورد
فلي بالجنى دمع و بالعطر عزاء
أيها المحسن لي في عالم
كل من فيه تجنى و أساء
أيها الساكب لي من وده
يوم أظمئت إلى طعم الوفاء
أيها الواهب لي من نفسه
يوم أعييت ببخل البخلاء
أنا
من بعدك لا أبكي على فائت
فالناس في عيني سواااء
|