الآخر سيف يجلس بثوبهِ الأبيض النظيف , في أحد شوارع منتصف البلد وأحيانًا في أسواقها ,يتفوه بملاحظات على ما يستغربه من الناس ,
بالرغم من بنيته العريضة وامتلاء جسده ,إلا أنه غير مؤذي ,فقط يكره اللذين يحدقون به وقد يخيف من يؤذيه من الأطفال بالركض
خلفه أو مهما يصدر من غضبه وقتها ,
وأخيرا : خالد ,أربعيني في المدينة المنورة (وُلد بضمور في المخ) بريء كالأطفال يصلي الخمس وغالبا لا تفقه ما يقول وقد يكثر
من السجود أو الركوع , له روتين محدد لا يستطيع خرقه أبدا ,
يستوعب بعض الأمور ويتحدث فيها ,يستخدم "صح ولا مو صح؟"في آخر حديثه وكأنه يريد تأكيد منك على أنه يعي ما حوله ويفهم,
سألته : ألا تريد أن تعمل ؟ أجابني : (لا لا ما أقدر اخواني يشتغلون ,اللي يشتغل لازم يكون
معاه شهادة أنا علّمتهم قلتلهم خذو الشهادة وصوروها واعطوها الناس يشغلوكم) بقي يردد : (أنا أنا علّمتهم )ثلاث مرات ,
وعدّد أخوانه كلّا باسمه وانه أمرهم بالذهاب وطلب الوظيفة حتى توظفوا ,العجيب أنه بعد انتهاء أي حديث جاد تختفي النظرة
الجادة من عينيه ويعود لسكينته وتأمله, يسأل عن كل شيء جديد يراه ,
يسألني كلما رآني "انتِ سنة كم ؟" ويسأل بعدها : "عندكم البنات لحال والأولاد لحال ؟ " <لا أستطيع وصف الجدية
المرسومة بملامح وجهه وهوَ يسأل واصفا بيده , وأخبره :بنعم ,فيبتسم ويقول :"زي عندنا ".
بكل براءة طفل أكل الشيب شعره .
نقطة الحوار :
* هل من الممكن أنهم يفكّرون بحالهم وحالنا وكيف أنهم لا يشبهوننا في الأفعال والحريّة بتركهم دون رقابة ,
*هل يشعرون بنقص أو أنهم مرتاحين لا يهتمون ..! بالنسبة لمحمد أًصبح الناس يرددو خذوا الحكمة من ....!
* يعقلون بعض الأمور العميقة ولا يستطيعون العيش بجميع المميزات التي يعيش بها العاقل ,
* هل يتألمون لنقصهم !. أم أنهم بهذا الجانب لا يفقهون.؟