عرض مشاركة واحدة
قديم 10-28-2008, 03:53 PM   #1
جُــمــانه
:+:هيبة نشيط:+:


الصورة الرمزية جُــمــانه
جُــمــانه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1893
 تاريخ التسجيل :  Oct 2008
 أخر زيارة : 12-14-2008 (04:00 PM)
 المشاركات : 188 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي الإفلاس الذي ليس بعده إفلاس





هذه كلمة مختصرة للشيخ الدكتور/

~ عبدالعزيز بن فوزان الفوزان حفظه الله ~

المشرف العام على موقع ~ رسالة الإسلام ~

يوضح فيها حقيقة الافلاس

~~~~

إنك لتعجب من أناس يحرصون على أداء الشعائر التعبدية

ويلتزمون بالمظاهر الشرعية ويجتهدون في نوافل العبادات

من صلاة وصيام وتلاوة وذكر وغيرها ، ولكنهم لا يولون جانب المعاملة

للخلق اهتماما يذكر ولا يرون لحسن الخلق مكانة تعتبر ..

فتجد عند بعضهم - مع الأسف - من الحقد والحسد ، والعجب والكبر

والظلم والبخس ، والبغضاء والشحناء ، والتهاجر والتدابر ، والكذب

والتدليس ، والغش والمخادعة ، وإخلاف الوعود ، ونقض العهود ،

والقطيعة والعقوق ومطل الحقوق ، وأكل أموال الناس بالباطل

وخيانة الأمانة ، والولوغ في أعراض الناس ، والسعي بالنميمة والإفساد

وتتبع العورات ، والتدخل فيما لا يعني ، ما يتنافى وكمال الإيمان

ويتناقض مع ما هم عليه من مظاهر الصلاح والديانة !!

وكأن معاملة الخلق ليست من الدين ، أو أن صاحب الخُلق الحسن ليس

بمأجور ولا مشكور ، وصاحب الخُلق السيء ليس بمذموم ولا مأزور

أو كأن ظلم الناس لاحرج فيه ولا بأس ، مع أن ظلمهم أشد من

ظلم العبد لنفسه إذ حقوق العباد مبنية على المشاحة والمُقاصة

وحقوق الله تعالى مبنية على المسامحة والمساهلة ، ومن فرط في

جنب الله كان بإمكانه أن يستعتب ربه متى شاء ، لكنه إذا ظلم

الناس لم يضمن أن يُحلوه ويسامحوه في ظلمه لهم وتعديه على حقوقهم

بل إن حقوق العباد يجتمع فيها حق الخالق وحق المخلوق ، فالله

تعالى لا يرضى لعباده الظلم ، وأحب الناس إليه أنفعهم لعباده

وأرعاهم لحقوقهم ، وأقومهم بمصالحهم .

والحقيقة أن هؤلاء يهدمون ولا يبنون ، ويفسدون ما يعملون

ويُحبطون حسناتهم من حيث لا يشعرون ، فهم يجتهدون في أداء

الفرائض والنوافل نهارهم وليلهم ، وقد يصبح الواحد منهم ولا حسنة له

ويجمعون حسنات كأمثال الجبال من صلاة وصيام وصدقة وذكر

وغيرها ، ثم يذهبونها بأنواع من الكبائر المتعلقة بظلم الخلق

وسوء معاملتهم ، وربما عند المعادلة لا تقوم أجور صلواتهم

وطاعاتهم بإثم ظلمهم للعباد ومطلهم حقوقهم ..

وهذه وربي هي النكسة المردية ، والخسارة الفادحة ، والغبن الفاحش

والإفلاس الذي ليس بعده إفلاس !!!


 

رد مع اقتباس