ما هي السعادة ؟
http://www.yahoo7.net/upfiles/OZt09142.gif
هذه مقتطفات من خطبة للشيخ الدكتور / عائض بن عبدالله القرني تحدث فيها عن مفهوم السعادة ومن يبحثون عن السعادة و أين يجد المؤمن السعادة .. نفع الله الجميع بهذه الكلمات وجعلنا جميعا من السعداء في الدارين . ~~~~ ما هي السعادة ؟ يبحث كل إنسان بكل ما أوتي من قوة عن السعادة فما هي السعادة ؟ وأين توجد ؟ هل السعادة مال وفير وقناطير مقنطرة من الذهب والفضة ، والخيل المسومة والأنعام والحرث ؟ هل السعادة منصب يرفع العبد على الناس ، فيصيحون له خدما وخولا ؟ هل السعادة صحة الجسم ، فلا يمرض ، ولا يجوع ، ولا ييأس ؟ هل السعادة السلامة من الناس ، والنجاة من غوائلهم ودواهيهم ؟ لقد طلب السعادة أقوام من طرق منحرفة ، فكانت هذه الطرق ، سببا لدمارهم وهلاكهم ، وللعنة الله التي وقعت عليهم. طلبها فرعون وتلاميذه في الملك ، ولكنه ملك بلا إيمان ، وتسلطن بلا طاعة ونسي أن الذي مَلكه هو الله والذي أعطاه مصر هو الله والذي جمع له الناس هو الله والذي أطعمه وسقاه هو الله ومع ذلك يجحد هذا المبدأ ويقول : ( ما علمت لكم من إله غيري ) فكان جزاء هذا العتو والتكبر والتمرد على الله أنه لم يتحصل على السعادة التي طلبها ، بل كان نصيبه الشقاء والهلاك واللعنة بعينها : ( فأخذه الله نكال الآخرة والأولى ) ويقول الله عنه وعن ملئه : ( النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب ) ويمنح الله قارون كنوزا كالتلال ما جمعها بجهده ، ولا بذكائه ، ولا بعرقه ولا بعبقريته ، وظن أنه هو السعيد وحده ، وكفر نعمة الله ، وقد حذره ربه وأنذره مولاه مغبة تصرفاته الوقحة ، فأبى وأصر على تجريد المال من الشكر ، والسعي في الأرض فسادا ، فكان الجزاء المر : ( فخسفنا به وبداره الأرض ) وطلب السعادة الوليد بن المغيرة ، فآتاه الله عشرة من الأبناء ، كان يحضر بهم المحافل ، خمسة عن يمينه ، وخمسة عن يساره ، ونسي أن الله خلقه فردا بلا ولد : ( ذرني ومن خلقت وحيدا * وجعلت له مالا ممدودا * وبنين شهودا * ومهدت له تمهيدا * ثم يطمع أن أزيد * كلا ) فماذا فعل ، كيف تصرف ؟ أخذ عطاء الله من الأبناء ، فجعلهم جنودا يحاربون الله ، إلا من رحم ربك فقال الله فيه : ( سأصليه سقر * وما أدراك ما سقر * لا تبقي ولا تذر * لواحة للبشر * عليها تسعة عشر ) وهذا يلتمس السعادة في الشهرة فيقضي ساعاته في توجيه الناس إليه ليصبح محط الأنظار بزعمه الفاسد ، وحديث الركبان ، وشاغل الدنيا فيقتلعه ربك من جذوره ، ويمحق سعيه : ( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) وذاك يظن أن السعادة في الفن ، الفن المتهتك الخليع الماجن فيدغدغ الغرائز ، ويلعب بالمشاعر ، ويفتن القلوب ، ويسكب الغرام في النفوس ، فيحمله الله ذنوب من أغواهم ، دون أن ينقص من ذنوبهم شيئا ويحجب الله السعادة عن كل من لم يعترف بألوهيته ، ويدين بربوبيته فيقول : ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تُنسى ) فأين السعادة ؟ أين توجد لمن يبحث عنها ؟ أين مكانها ؟ من الذي أتى بالسعادة وأدخلها القلوب ؟ إنه محمد صلى الله عليه وسلم السعادة : الإيمان والعمل الصالح وجدها يونس بن متى ، وهو في ظلمات ثلاث ، في بطن الحوت في ظلمة اليم ، في ظلمة الليل ، حين انقطعت به الحبال ، إلا حبل الله وتمزقت كل الأسباب ، إلا سبب الله ، فهتف من بطن الحوت ، بلسان ضارع حزين : ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) فوجد السعادة .. ووجدها موسى عليه السلام وهو بين ركام الأمواج في البحر ، وهو يستعذب العذاب في سبيل الواحد الأحد : ( قال كلا إن معي ربي سيهدين ) ووجدها محمد ، عليه الصلاة والسلام ، وهو يطوق في الغار بسيوف الكفر ويرى الموت رأي العين ، ثم يلتفت إلى أبي بكر ويقول مطمئنا : ( لا تحزن إن الله معنا ) ووجد السعادة يوسف عليه السلام ، وهو يسجن سبع سنوات فيسألونه عن تفسير الرؤى ، فيتركها ، ثم يبدأ بالدعوة فيقول : ( يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ) فيعلن الوحدانية ، فيجد السعادة .. ووجدها أحمد بن حنبل في الزنزانة ، وهو يجلد جلدا ، لو جلده الجمل لمات كما قال جلاده ، ومع ذلك يصر على مبدأ أهل السنة والجماعة فيجد السعادة .. أما الذي جلده ، وهو المعتصم ، فلما حضرته سكرات الموت ، رفع بساطه ومرغ وجهه في التراب ، وبكى وقال : يا من لا يزول ملكه ، ارحم من زال ملكه. ثم يقول : لو علمت أني أموت شابا ما فعلت الذي فعلت من الذنوب. ووجدها ابن تيمية رحمه الله ، وهو يكبل بالحديد ، ويغلق عليه السجان الباب ، داخل غرفة ضيقة مظلمة ، فيقول ابن تيمية رحمه الله : ( فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمه وظاهره من قبله العذاب ) ويلتفت ابن تيمية رحمه الله إلى الذين هم خارج السجن ، فيرسل لهم رسالة وينشد لهم نشيدا ، وينقل لهم نبأ وخبرا من السجن فيقول : ما يصنع أعدائي بي ؟ أنا جنتي وبستاني في صدري ، إن سرت فهي معي .. أنا قتلي شهادة ، وإخراجي من بلدي سياحة ، وسجني خلوة !! ووجدها إبراهيم بن أدهم ، وهو ينام في طرف السكك في بغداد ، لا يجد كسرة خبز ويقول : والذي لا إله إلا هو ، إنا في عيش ، لو علم به الملوك لجالدونا عليه بالسيوف ! هذه هي السعادة ، وهذه أحوال السعداء ، ولا يكون ذلك إلا في الإيمان والعمل الصالح ، الذي بعث به الرسول ، عليه الصلاة والسلام ، فمن سكن القصر بلا إيمان ، كتب الله عليه : ( فإن له معيشة ضنكا ) ومن جمع المال بلا إيمان ، ختم الله على قلبه : ( فإن له معيشة ضنكا ) ومن جمع الدنيا ، وتقلد المنصب بلا إيمان ، جعل الله خاتمته : ( فإن له معيشة ضنكا ) فيا طلاب السعادة .. ويا عشاق السعادة .. ويا أيها الباحثون عن الخلود في الآخرة .. في جنات ونهر لا يكون ذلك إلا من طريق محمد عليه الصلاة والسلام. |
http://www.yahoo7.net/upfiles/0HD13751.gif
بارك الله فيكِ وسلمت يُمناكِ موضوع رائع والشيخ عائض القرني غني عن التعريف مبدع دائما اشكركِ *·~-.¸¸,.-~*جمان*·~-.¸¸,.-~* http://www.yahoo7.net/upfiles/0HD13751.gif أختك ورد جوري |
جُـــــمآن رااااااااااائعه على آلـــدوآم غاليتي .. والاروع جمال اسمك :) لا عدمنا . عبق زهرك الفواح .. من قلبك الطيب .. اعانك .. الله على الخير .. :) كوني بخير دوماً ... بـ انتظار اغاريد حروفك من جديد .. رعاك المولىآ غاليتي .. جــل حـــبي وتقديري .. لنبضك الطاهر .. http://www.yahoo7.net/upfiles/jXC95328.gif ღاْلِْإَحَسَاْسَِ اْلَخِجُوَِلْღ |
شكرا اختي الغالية ورد جوري
على روعة عباراتك والشيخ عائض القرني الله يحفظه كنز ثمين لا نمل من كتاباته التي تلامس الواقع وجزاك الله خير وجعلك من السعداء في الدارين |
شكرا اختي الغالية الاحساس الخجول
واسعدتني كلماتك الرقيقة في معناها والرائعة في اسلوبها والله يعين الجميع على الخير يا الغالية وجزاك الله خير وجعلك من السعداء في الدارين |
الساعة الآن 02:46 AM. |
Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
دعم وحماية
مرسانا لخدمات الويب
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010