منتديات هيبة ملك منبع إبداع لاينضب

منتديات هيبة ملك منبع إبداع لاينضب (http://forum.hebat-malek.com//index.php)
-   •« سيرة الرسول الكريم وأصحآبه الكرام »• (http://forum.hebat-malek.com//forumdisplay.php?f=103)
-   -   نبي الرحمة وشريعة الرحمة (http://forum.hebat-malek.com//showthread.php?t=7291)

جُــمــانه 11-11-2008 10:45 AM

نبي الرحمة وشريعة الرحمة
 
http://www.yahoo7.net/upfiles/9Qn31696.gif

|--*¨®¨*--|نبي الرحمة وشريعة الرحمة|--*¨®¨*--|

قال الله عز وجل في وصف نبيه صلى الله عليه وسلم وفي معرض الامتنان

على الأمة :

( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف

عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله

يحب المتوكلين )

قال الشيخ محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله في تفسير هذه الآية :

" واللين هنا مجاز في سعة الخلق مع أمة الدعوة والمسلمين

وفي الصفح عن جفاء المشركين ، وإقالة العثرات "

وقال رحمه الله :

" أرسل محمد صلى الله عليه وسلم مفطورا على الرحمة ؛ فكان لينه رحمة

من الله بالأمة في تنفيذ شريعته بدون تساهل وبرفق وإعانة على تحصيلها

فلذلك جعل لينه مصاحبا لرحمة من الله أودعها الله فيه ؛ إذ هو قد بُعث

للناس كافة ، ولكن اختار الله أن تكون دعوته بين العرب أول شيء لحكمة

أرادها الله تعالى في أن يكون العرب هم مُبلغ الشريعة للعالم.

والعرب أمة عرفت بالأنفة ، وإباء الضي م، وسلامة الفطرة ، وسرعة الفهم.

وهم المتلقون الأولون للدين ؛ فلم تكن تليق بهم الشدة والغلظة

ولكنهم محتاجون إلى استنزال طائرهم في تبليغ الشريعة لهم ؛ ليتجنبوا بذلك

المكابرة التي هي الحائل الوحيد بينهم وبين الإذعان إلى الحق.

وورد أن صفح النبي صلى الله عليه وسلم وعفوه ورحمته كان سببا في دخول

كثير في الإسلام ، كما ذكر بعض ذلك عياض في كتاب الشفا "

وقال الله عز وجل مبينا شمول الرحمة للعالمين بإرسال الرسول صلى الله عليه

وسلم :

( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )

فجاءت هذه الآية مؤَكدة للرحمة بأسلوب من أقوى أساليب التأكيد ، ألا وهو

أسلوب الحصر ، وأداته هنا النفي والاستثناء ؛ فدل ذلك على أن الرحمة عامة.

قال ابن القيم رحمه الله :

" أصح القولين في قوله تعالى :

( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )

أنه على عمومه ، وفيه على هذا التقدير وجهان :

أحدهما:

أن عموم العالمين حصل لهم النفع برسالته ، أما أتباعه فنالوا بها كرامة الدنيا

والآخرة ، وأما أعداؤه المحاربون له فالذين عُجل قتلهم وموتهم خير لهم من حياتهم

لأن حياتهم زيادة في تغليظ العذاب عليهم في الدار الآخرة ، وهم قد كتب عليهم

الشقاء ؛ فتعجيل موتِهم خير لهم من طول أعمارهم في الكفر.

وأما المعاهدون له فعاشوا في الدنيا تحت ظله وعهده وذمته ، وهم أقل شرا

بذلك العهد من المحاربين له.

وأما المنافقون فحصل لهم بإظهار الإيمان به حقن دمائهم وأموالهم وأهلهم واحترامها

وجريان أحكامِ المسلمين عليهم من التوارث وغيرها.

وأما الأمم النائية عنه فإن الله سبحانه رفع برسالته العذاب العام عن أهل الأرض

فأصاب كل العالمين النفع برسالته.

الوجه الثاني :

أنه رحمة لكل أحد ، لكن المؤمنين قبلوا هذه الرحمة ؛ فانتفعوا بها دنيا وأخرى

والكفار ردوها ؛ فلم يخرج بذلك عن أن يكون رحمة ، لكن لم يقبلوها كما يقال :

هذا دواء لهذا المرض ، فإن لم يستعمله لم يخرج عن أن يكون دواءا لهذا المرض "

وقال الشيخ ابن عاشور رحمه الله في تفسير الآية :

" فجاءت هذه الآية مشتملة على وصف جامع لبعثة محمد صلى الله عليه وسلم

ومزيتها على سائر الشرائع مزية تناسب عمومها ودوامها ، وذلك كونها رحمةً

للعالمين "

إلى أن قال رحمه الله :

" وتفصيل ذلك يظهر في مظهرين :

الأول تخلق نفسه الزكية بخلق الرحمة

والثاني إحاطة الرحمة بتصاريف شريعته.

فأما المظهر الأول :

فقد قال فيه أبو بكر محمد بن طاهر القيسي الإشبيلي أحد تلامذة أبي علي

الغساني وممن أجاز لهم أبو الوليد الباجي من رجال القرن الخامس :

" زين الله محمدا صلى الله عليه وسلم بزينة الرحمة ؛ فكان كونه رحمة

وجميع شمائله رحمة وصفاته رحمة على الخلق "

ذكره عنه عياض في الشفاء ، قلت : يعني أن محمدا صلى الله عليه وسلم

فطِر على خلق الرحمة في جميع أحوال معاملته الأمة ؛ لتتكون مناسبة بين

روحه الزكيةِ وبين ما يلقى إليه من الوحي بشريعته التي هي رحمة حتى يكون

تلقيهِ الشريعةَ عن انشراح نفس أن يجد ما يوحى به إليه ملائما رغبته وخلقه

قالت عائشة : " كان خلقه القرآن "

ولهذا خص الله محمدا صلى الله عليه وسلم في هذه السورة بوصف الرحمة

ولم يصف به غيره من الأنبياء ، وكذلك في القرآن كله ، قال تعالى :

( قد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين

رؤوف رحيم )


وقال تعالى :

( فبما رحمة من الله لنت لهم )

أي برحمة جبلك عليها ، وفطرك بها ، فكنت لهم لينا.

وفي حديث مسلم :

أن رسول الله لما شُج وجهه يوم أحد شق ذلك على أصحابه فقالوا :

لو دعوت عليهم فقال :

" إني لم أبعث لعانا ، وإنما بعثت رحمة "

وأما المظهر الثاني من مظاهر كونه رحمةً للعالمين :

فهو مظهر تصاريف شريعته ، أي ما فيها من مقومات الرحمة العامة للخلق

كلهم لأن قوله تعالى :

( للعالمين ) متعلق بقوله ( رحمة )

وقال رحمه الله مبينا تخصيص الشريعة الإسلامية بوصف الرحمة الكاملة :

" لا جرم أن الله تعالى خص الشريعة الإسلامية بوصف الرحمة الكاملة

وقد أشار إلى ذلك قوله تعالى فيما حكاه خطابا منه لموسى عليه

السلام :

( ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين

هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي )

ففي قوله تعالى :

( وسعت كل شيء )

إشارة إلى أن المراد رحمة هي عامة ؛ فامتازت شريعة الإسلام بأن الرحمة

ملازمة للناس بها في سائر أحوالهم ، وأنها حاصلة بها لجميع الناس لا

لأمة خاصة.

وحكمةُ تمييزِ شريعة الإسلام بهذه المزية أن أحوال النفوس البشرية مضت عليها

عصور وأطوار تهيأت بتطوراتها لأن تساس بالرحمة ، وأن تدفع عنها المشقة

إلا بمقادير ضرورية لا تقام المصالح بدونها ؛ فما في الشرائع السالفة من اختلاط

الرحمة بالشدة ، وما في شريعة الإسلام من تمحض الرحمة لم يجرِ في زمن من

الأزمان إلا على مقتضى الحكمة.

ولكن الله أسعد هذه الشريعة ، والذي جاء بها ، والأمة المتبعة لها بمصادفتها

للزمن والطور الذي اقتضت حكمة الله في سياسة البشر أن يكون التشريع لهم

تشريع رحمة إلى انقضاء العالم.

فأقيمت شريعة الإسلام على دعائم الرحمة والرفق واليسر ، قال تعالى :

[ وما جعل عليكم في الدين من حرج )

وقال النبي صلى الله عليه وسلم :

" بعثت بالحنيفية السمحة "

وما يُتخيل من شدة في نحو القصاص والحدود فإنما هو لمراعاة تعارض الرحمة

والمشقة كما أشار إليه قوله تعالى :

( ولكم في القصاص حياة )

فالقصاص والحدود شدة على الجناة ، ورحمة ببقية الناس.

وأما رحمة الإسلام بالأمم غير المسلمين فإنما نعني به رحمته بالأمم الداخلة

تحت سلطانه ، وهم أهل الذمة.

ورحمته بهم عدم إكراههم على مفارقة أديانهم ، وإجراء العدل بينهم في الأحكام

بحيث لهم ما للمسلمين ، وعليهم ما عليهم في الحقوق العامة.

هذا وإن أريد بـ " العالمين " في قوله تعالى :

( إلا رحمة للعالمين )

النوع من أنواع المخلوقات ذات الحياة فإن الشريعة تتعلق بأحوال الحيوان

في معاملة الإنسان إياه ، وانتفاعه به ؛ إذ هو مخلوق لأجل الإنسان قال

تعالى :

( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا )

وقال تعالى :

( والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون * ولكم فيها جمال

حين تريحون وحين تسرحون * وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه

إلا بشق الأنفس إن ربكم لرؤوف رحيم )

وقد أذنت الشريعة الإسلامية للناس في الانتفاع بما ينتفع به من الحيوان

ولم تأذن في غير ذلك ؛ ولذلك كُرِه صيد اللهو ، وحُرم تعذيب الحيوان لغير

أكله ، وعد فقهاؤنا سباق الخيل رخصة للحاجة في الغزو ونحوه.

ورغبت الشريعة في رحمة الحيوان ؛ ففي حديث الموطأ عن أبي هريرة

مرفوعا :

" أن الله غفر لرجل وجد كلبا يلهث من العطش ، فنزل في بئر، فملأ خفه ماء

وأمسكه بفمه حتى رقي ، فسقى الكلب ، فغفر الله له

أما المؤذي والمضر من الحيوان فقد أذن في قتله وطرده لترجيح رحمة الناس

على رحمة البهائم ، وفي تفاصيل الأحكام من هذا القبيل كثرة لا يعوز

الفقيه تتبعها "

~~~~

نقلا عن الشيخ د : محمد بن إبراهيم الحمد

المشرف العام على موقع دعوة الإسلام

الفارسه 11-11-2008 08:18 PM

جزاكِ الله كل خير ..
تقبلي مروري وخالص شكري واحترامي ..

هيبة ملكـ 11-12-2008 02:00 PM


وعليكمـ السلامـ ورحمة الله وبركاتهـ ,,


جمآنـ جزآكـ الله خير علىآ النقلـ المفيد والاختيآر المميز لمواضيعكـ ,,


ولاعدمنآ جديدكـ يآلغآليهـ ,,


ولكيـ وديـ - هيبة ملكـ ,

جُــمــانه 11-13-2008 12:49 PM

شكرا اخوي هيبة ملكـ

على كل كلماتك الطيبة

والله يجمعنا جميعا بنبينا صلى الله عليه وسلم

في الفردوس الاعلى من الجنة

وجزاك الله خيرا

عذبه الريق 11-14-2008 08:23 PM

http://up.hwaro7i.com/download/126048b696cf77726.gif


الساعة الآن 08:24 PM.

Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
دعم وحماية مرسانا لخدمات الويب
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

a.d - i.s.s.w