تفسير أرجى آيه في القرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى .. { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } قبل التطرق لتفسيرها نذكر أولا سبب نزولها... أولا : سبب النزول ذكر الفقهاء عدة أسباب لنزول هذه الاية منها: *-عن ابن عباس «أن ناساً من أهل الشرك كانوا قد قَتلوا وأَكثروا، وزنَوا وأكثروا، فأتوا محمداً صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن لو تخبرُنا أَن لما عملنا كفارة فأنزل الله عز وجل هذه الآية : " قل يا عبادي الذين أسرفوا على انفسهم" صحيح البخاري. *- وعن ابن عباس أيضا نزلت في أهل مكة قالوا : يزعم محمد أن من عبد الأوثان وقتل النفس التي حرم الله لم يغفر له , وكيف نهاجر ونسلم وقد عبدنا مع الله إلها آخر وقتلنا النفس التي حرم الله فأنزل الله هذه الآية . *- وقيل : إنها نزلت في قوم من المسلمين أسرفوا على أنفسهم في العبادة , وخافوا ألا يتقبل منهم لذنوب سبقت لهم في الجاهلية . قال الفقيه ابن عاشور: وقد رويت أحاديث عدة في سبب نزول هذه الآية غير حديث البخاري وهي بين ضعيف ومجهول ويستخلص من مجموعها أنها جزئيات لعموم الآية وأن الآية عامة لخطاب جميع المشركين . ثانيا: تفسير الاية *- ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ ): أي أخبر يا محمد عبادي المؤمنين الذينأفرطوا في الجناية على أنفسهم بالمعاصي والآثام والغلو فيها.. يقول الشيخ النابلسي : إسراف تنوُّع أو إسراف شدَّة ، إما أنه ارتكب معصيةً كبيرةً جداً ، أو أنه ارتكب كل أنواع المعاصي ، كلاهما إسراف .. وقوله تعالى : " يا عبادي" فيه من الدلالة على الذلة و الاختصاص،المقتضييْن للترحُّم *- لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ: لا تقنطوا : نهي إلهي.... أي لا تيأسوا من مغفرة الله أولا و تفضله بالرحمة ثانيا. *- "إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا" أي إنه تعالى يعفو عن جميع الذنوب لمن شاء، وإِن كانت مثل زبد البحر. *-"إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" أي عظيم المغفرة واسع الرحمة. الغفورُ : يستر عظام الذنوب .الرحيم :يكشف فظائع الكروب. فليس هناك ذنب أكبر من رحمة الله ...ولا ذنب أكبر من مغفرة الله فرحمة الله تسع كل الذنوب... المستفاد من الاية: هذه الاية الكريمة ترفع معنويات المومنين , فالمومن لا يقنط من رحمة الله .. فما منا الا و يقع في المعاصي ،تزل قدمه ، ينحرف نحو مخالفةٍ ، عليه الا يقعده اليأس قال تعالى : ( إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ ) الكا فرون هم الذين يقنطون من رحمة الله قال تعالى :"إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون" فكل إنسان مقصِّر .. وكل مقصر بإمكانه أن يتلافى قصوره . لكن لا ينبغي أن نفهم هذه الآية ومثلها من آيات المغفرة والرجاء فهماً خاطئا، بأن يعتقد المرء أن الله تعالى عندما يقول: " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله" إذاً هو لا يقنط ، لكنه مقيمٌ على معصيةٍ ويرجو الله عزَّ وجل ، هذا المعنى غير صحيح و ما أراده الله عزَّ وجل يقول تعالى" فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا " ربنا جلَّ جلاله .. ربط الرجاء بالعمل ، إذا كنت راجياً فعلاً بادر إلى العمل ، بادر إلى التوبة بادر إلى الاستقامة ، بادر إلى العمل الصالح ، توبتك ، واستقامتك ، وعملك الصالح يحقِّق رجاءك ، أما إذا رجوت الله عزَّ وجل وأنت على ما أنت عليه من مخالفات ، ومن تقصيرات ، ومن تجاوزات فهذا رجاء البُلْه ، رجاء الحمقى علامة رجائك مبادرتك إلى العمل ، إلى الطاعة ، إلى البذل ، إلى التوبة مما سلف منك من معاصي ، إلى الائتمار بأمر الله عزَّ وجل، إلى التقرُّب إليه ببذل الغالي والرخيص ، والنفس والنفيس ، لا تقل: أنا أرجو الله ، وأنت على ما أنت عليه ، هذا ليس رجاء بل هو تمنِّيات يقول تعالى :"لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ" ,,, قال تعالى .. ( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) إذا كنت ترجو الله حقَّاً تتحرَّك ، بادر ، اقلع عن ذنبٍ ، بادر إلى عملٍ صالح ، التزم طاعة الله عزَّ وجل . فإذا قلنا : إن هذه الآية أرجى آيةٍ في القرآن الكريم أي أن ((هذا الرجاء يتبعه العمل. )) ووفقنا الله تعالى إلى طاعته و العمل بمرضاته وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه اللهم آمين .. ,,, :: منقول << أحببت أن أستفيد وأفيدكم معي |
باركـ الله فيــكـ اسـآمه وجزاكـ الله خير وجعـــله الله فى ميزان حسانتكـ ,
ولآهنت لبـآ ما تـ خ ـبـآ .. |
اللهم آمين .. سبحان الله .. اللهم ارزقنا حسن العمل وحسن العودة إليك
كتب الله لك الأجر ( أسامه ) لروحك الجنه ]~ |
يـ ع ـطيك الـ ع ـافية على الطرح
وجزاك الله عنا خير الجزاء وجعلها في موازين حسناتك ولا عدم |
الله يجزاك خيُر فيما عملتُ ويغفر خطايانا جميعُا
|
الساعة الآن 06:30 AM. |
Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
دعم وحماية
مرسانا لخدمات الويب
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010